الحوادث- يعاني الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز فترته الأخيرة ..خاصة بعد الدعوى التي تم تقديمها ضده من قبل اللجنة البرلمانية للتحقيق في عشرية حكمه ..وما تلا ذلك من جره للمثول أمام القضاء من اضطرابات ، وهلوسة جعلته غير مستقر وغير منظم الأفكار.. ومرتبك في انتهاج الخارطة التي يريد أن يخرج بها من الحلقة التي يعمل عليها- أو ممثلوا الشعب- للتضييق عليه بها ..وتوجيهه نحوز الزنزانة المظلمة التي رمي فها عشرات الأبرياء من غير سبب.
ظهور الرئيس السابق ولد عبد العزيز أمام الجمهور، واللقاءات الإعلامية التي يصرف عليها الملايين، والمؤتمرات التي ينظمها بين الحين والآخر المحيطون به من المحامين والتي تهدف إلى دغدغة مشاعر الشعب، والنفاذ إلى إحساسه الداخلي لاستمالته ببعض الخطابات التي يتعالى فيها ويكابر عن التصريح للشعب بما اغترفه في حقه.. بدل الاستعلاء ومحاولة تكذيب حقائق وارية تم ضبط الأدلة والبراهين التي توثقها ميدانيا.. والتي تؤصل لحقائق النهب الذي كان ينظمه وعائلته والمقربين منه لثروات الشعب، وخيراته.
هذا فضلا عن ثقة القضاء- الذي يتابع الملف- بنفسه وخبرة القائمين في النيابة الطويلة التي خلقت منهم قضاة قادرين على إخراج الحقيقة بأساليب استقصائية حديثة تمكن من الكشف عن الأسرار المخفية- ساهمت في حرض القضاء إرخاء اللجام له - بدل حبسه وحاشية من الذين شاركوه كعكعة خيرات البلد التي تقاسموها من غير أن يرف لهم جفن، وينكسر لهم ضمير- و تقديم الجميع إلى السجن بالأدلة الدامغة في محاكمة مشهودة تقدم فيها الكثير من مالا يمكن أن ينفيه وحاشيته – رغم صمته- الذي يحاول من خلاله التهرب من البوح بالحقيقة التي سيقوده إلى الكشف عنها ما سيظهره التحقيق الذي تباشره النيابة بالتعاون مع جهات خارجية لحصر الأموال المودعة في الخارج باسم حسابات فتحها على أسماء مستعارة..على نفس النمط الذي فتح عليه الحسابات في الداخل ليستحوذ على الأموال الطائلة التي عثر عليها التحقيق.
التحاق محمد ولد عبد العزيز بحزب الرباط،وقبوله فيه حلقة من حلقات سكرات الفشل الذي طبع سياسته التي بدأت مع ادعائه أنه الأب الروحي والمؤسس لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، وأحقيته في قيادته..وهي خطوة وصفها الجميع، بأنها جنونية وصاحبها يتخبط في غيبوبة.. لجوئه بعد ذلك للحزب الاشتراكي الذي حاول من خلاله أن يشعل حربا إعلامية يكون فيها المظلوم والمحروم من حقوقه القانونية بقيادة حزب.. كل هذه الخطوات، بالأضافة إلى الخطة الأخيرة المتمثلة في تبني حزب الرباط حاضنة يتحرك في إطار ها ويحتمي بها من الملاحقة القانونية التي ستظل وراءه حتى تزج به في السجن.
يشكك الكثير في ما يزعمه البعض من أن الرباط سيدافع ويقف سدا في وجه الملاحقات القانونية لولد عبد العزيز..بسبب ما سيكون في ذلك من حرج لرئيس حزب الرباط..؟