الحوادث- عبد الله مواطن موريتاني ينحدر من قرية في أقصى شرق البلاد الموريتانية.. يسكن في حي شعبي إلى جانب عشرات الأسر يتقاسمون معه الوضعية الهشة.. يسكن وزوجه ووالدته، وأبناءه الأربعة في قطعة أرض حصل عليها بعد عمر طويل من الانتظار قضاها يتنقل بين الأحياء العشوائية من السبخة ثم الميناء إلى عرفات، آخر محطة استقر فيها أكثر من 20 سنة قبل أن يحصل على القطعة التي تم تحويله إليها في حي 18 من ترحيل مقاطعة الرياض.
يعيش عبد الله على ما يحصل عليه من تفريغ الشاحنات والمخازن للتجار في سوق"الرزق" بالعاصمة..يصرف على والدته المريضة منذ ما يناهز عقد من الزمن بداء الفشل الكلوي،وقصور في عمل القلب والسكري..وحاجة البيت من معاش وملبس، وحاجات أخرى لا يمكن حصرها.
عجز عبد الله بسبب المصاريف الثقيلة التي تضطره أحيانا إلى السلف عن بناء بيت يأوي فيه أبناءه وزوجته ووالدته الذين يعيشون في عريش من القماش والخشب لا يحمي من برد شتاء قارص، ولا حر أشعة شمس صيف لافحة.
تعرض عبد الله قبل شهر لعملية احتيال دبرتها شبكة يقودها صاحب سوابق يعرف باسم حركي"بوب"واسمه الحقيقي(احمدفال عبد الله المختار )، من مواليد 1967 في مقاطعة لكصر يحمل الرقم الوطني 2801943844 ،والهاتف رقم :31033003 حين استدرج واستغل حاجة عبدالله الماسة للمال، ليبيع لهم قطعة الأرض الذي ليس لديه غيرها، وعرضوا عليه مبلغا لم يحلم يوما أنه سيحصل على ربعه 6.000.000 أوقية، على أن يدفعوا له مبلغ 500.000 أوقية مقدم وبعد بصف سنة أي ستة أشهر من الاتفاق يعطوه بقية المبلغ.. وجد عبد الله في العرض أملا في الخروج من الحالة الضيقة التي تعيشها بسبب سوء الحال..ووافق على العرض وجره رئيس الشبكة "بوب" إلى موثق عقود في العاصمة حيث وقع عبد الله بسبب جهله على تنازل عن قطعة أرضه مقابل المبلغ الذي دفع له منه 500.000 أوقية، والباقي على أجل المهلة المذكرة آنفا.
في اليوم الموالي جاء تاجر للأسرة وطلب منها مغادرة القطعة لأنه اشتراها من "بوب".. وغادر عبد الله القطعة إلى منطقة عشوائية تعرف ب"كزرة الشباب" حيث اشترى فيها كانا صغيرا لا يكاد يتسع للعريش، وملحقاته من "كنف"ومطبخ بمبلغ 40.000 أوقية.. على أمل أن يحصل على المال في الوقت المحدد ويشترى قطعة فيها بعض المساكن.
مرت الأيام وعبد الله ينتظر بفارغ الصبر نهاية الأجل ليستلم بقية ثمن قطعة الأرض..وعند نهاية الأجل اتصل على الأرقام المسجلة لديه لرئيس الشبكة"بوب"احمد فال ولد عبدالله.. لكنه لم يجد ردا فقد كانت كل الأرقام مغلقة.. ذهب في رحلة بحث عنه .. وأخيرا عثر على أن رئيس الشبكة محتل وأن عشرات المواطنين وقعوا ضحية احتياله.. وأن الأمن تمكن من القبض عليه، وأحيل للسجن.. وأن القضاء أفرج عنه بحرية مشروطة على أساس أن يعوض الضحايا.
ولا يزال عشرات الضحايا يطرقون باب القضاء في ولاية نواكشوط الجنوبية للبحث عن رئيس الشبكة "بوب" أحمد فال ولد عبد الله الذي حول أعمال شبكته إلى مناطق في تفرغ زينه.. "سيتى ابلاج.."...
الحوادث ستتابع قصص المواطنين الذين سقطوا في فخ شبكة محمدفال ولد عبدالل المختار الذي يعيش حرا طليقا رغم الحقوق المطالب بتسديدها لفقراء ضعاف ....وتكشف عن علاقته بالجنرال الذي يغطي عليه..