أنثى عاشت بين رجلين واحد أحبها تحت لوحة المستقبل المشرق وآخر أحبته تحت ظلال الماضي الحزين ، عاشت تارة باردة كالثلج وتارة مشتعلة كالنار، أحيانا تجتاحها رغبة في الرقص من السعادة وأحيانا تشعر برغبة شديدة في البكاء، بهذا التناقض عاشت تلك الأنثى مع رجل يحبها كانت ركيزة مستقبله وآخر تحبه نخر عظامها بسبب التفكير فيه، لذلك كانت لها وجوه عدة كثيرا ماتكون حزينة وأحيانا مبتسمة ومع هذا كان ثغرها يشرق بسمة رغم الحزن الساكن في عينيها، كان الحاضر لا يتركها فهي حلمه الجميل بينما كان الماضي الموجع يسألها بين فترة وأخرى " كيف حالك الحزن في عينيك؟" ويقول بإسلوب ساخر حد الألم "مابه الحزن يعشق عينيك الواسعتين" أم أن قدره الألم مثلي؟
تحتضن نفسها من جديد وتربت على كتفها وتبتسم كديك يرقص من الألم أنا بخير ولست حزينة ثم تختفي لتبكي بمفردها كوردة لم يأت ربيع انتظرته لتزهر من جديد
في المساء ترتب أناقتها من جديد وتضع قناع الحزن لتلق بالرجل الذي يحبها كان قد أخبرها بالأمس أن هناك مفاجئة تنتظرها لكنها نسيت المفاجئة بسبب أسئلة الماضي ، تأتي بكامل أناقتها إليه وتضع الكثير من عطر الكبرياء كي لا تفوح رائحة الحزن ، يخبرها كعادته أنها جميلة وأنها المعجزة الثامنة في زمن توقفت فيه المعجزات ثم تبتسم كاذبة انت أفضل المعجزات
يخبرها أن حلمه الأكبر ان تصبح من ممتلكاته وأنه يريدها زوجة له،يحلم أن يراها بثوب العرس، وأن تنجب له البنين والبنات، ثم تشرد هي طويلا وتتساءل ماذا لو تزوجته هو ذلك الشخص العصي على النسيان ماذا لو أنجبت منه كل بنات الدنيا ماذا لو أنجبت ابنا يشبهه ثم تدمع عيناها
يسألها الرجل الحاضر مابك وترد بكذبة جديد إنها دموع الفرح، هي تدرك جيد أنها دموع اليأس الأخيرة وأنها بعد هذا الزواج ستكون دمية جنس لرجل لا تحبه وان هذا الحب يسير على ساق اعوج لأنه من طرف واحد
بعد عام من النزيف الجسدي وتفكير في رجل ممنوع من النسيان لم يعد له محل في حياتها تتساءل مالذي حدث؟
ولماذا انا لا نصيب لي في الحب
أريد نفسي وان شئت كتبت لك تعهدا أن لا اتورط برجل آخر
بعد سنوات من الوحدة مازالت تتساءل مالذي ينقصني؟
ولماذا انا امرأة ليس لها في الحب نصيب ؟
مي/سجاد