الحوادث-- من تجليات المشاكل التي يعاني منها المجتمع اليوم.. ظاهرة هروب الفتيات من منازل أسرهن.. والذي كثيرا ما يكون بدوافع ضغط الأسرة الذي يجعل الفتاة تبحث عن منفذ يخلصها ولو اضطرها ذلك إلى الهروب مع شخص لا تعرف عنه غير أنه سيعمل على إخراجها من زنزانة الأسرة حسب زعمها.
"مت"فتاة في الخامسة عشر من العمر والدها ترك وأمها وهي حامل بها.. وتزوجت والدتها من رجل آخر لديه أبناء.. وعاشت الفتاة في بيت جدتها من أمها التي رفضت أن تدخلها المدرسة.. وفصلتها من دراسة القرءان وهي لم تحسن التهجد بعد.. وسافرت بها إلى القرية حيث عاشت تحت ضغط جدتها المتزمتة إلى درجة أنها تمنعها من مجارات صديقتها في القرية والخروج معهن.
وقد توفيت الجدة وعادت البنت إلى حضانة والدتها التي كانت مشغولة بأبناء زوجها وإكراهات العمل . وتابعت نفس الضغط وأسلوب السجن في البيت الذي كانت تمارسه الجدة.. وفتحت الفتاة عيناها على الواقع المر الذي تعيشه في البيت.. والعالم الذي تتصوره جميلا خارجه من تمتع بالشوارع وأسواق المدينة وما تسمعه عن جمال الجو في البحر .. كل ذلك شوش على عقلها الصغير هذا فضلا عن قصص الغرام التي تعيشه فتيات الحي من أقرانهن.. وما يتسلل من خلال وشوشة البنات في البيت عن حياة كريمة .
وفي أول فرصة تتيح لها التعرف على شاب لم تتردد في تنفيذ ما عرضه عليها لتخليصها من جحيم زنزانة البيت التي اشتكت له منها.. حيث عرض عليها أن تسايره في خطة الهروب التي وضع رسمها، ولم يبق غير التنفيذ الذي كان مع أو فرصة تجدها للخروج من المنزل ..
فقد خرجت "مت" من المنزل لبرهة في مهمة إلى الدكان المجاور للمنزل.. ولكنها لم تعد..ومرت الساعات في انتظار عودتها.. لكنها لم تعد.. وبما أنها ليست من سكان المدينة.. ولا تعرف أحدا في المدينة.. فقد تم الإبلاغ عن فقدانها.. وكان تفكير جميع الأسرة أنها تعرضت لعملية اختطاف.. وأن عصابة أجبرتها بالغصب. رغم أن شهود رأوها وهي تستقل سيارة تاكسي وتذهب من غير أن تكون تحت تهديد يوحي باختطافها..لكن الوالدة لم تصدق ذلك..
مرت الأيام والأم تبحث في كل مكان عن ابنتها التي تم العثور عليها بعد نصف شهر في غرفة بالميناء مع شاب .. وكشف التحقيق معها أنها ذهبت معه عن رغبة منها بسبب ما تعانية من ضغوط والدتها.. وكبت جدتها قبل ذلك.. وكشفت في تصريحها عن جحيم من العذاب كانت تعيشه في بيت والدتها .. وجدت نقيضه مع الشاب الذي اختارت الهروب معه عن العيش في بيت والدها.. مهما كانت العقوبة التي ستنجر عن ذلك.
تم عرض الفتاة على الطبيب المختص.. وجاءت النتيجة سليمة..ومع ذلك ظلت والدة الفتاة مصرة على أن يعاقب الشاب الذي كان وراء اختفاء ابنتها. رغم نداءات الفتاة أنها لن تفارقه، ومطالبتها بالزواج به.
وأحيلت مسطرة القضية إلى النيابة ليتم حبس الشاب بتهمة الاختطاف.. وتعود الفتاة إلى سجنها الذي تمردت منه.