الحالة العامة التي يعيشها المواطن على كامل التراب الوطني جد سيئة.. فالفقر المدقع هو الطابع العام، الذي يسود..مساكن من الأخصاص والخشب، والخيام، والأعرشة الرثة..لا تتوفر فيها ابسط مقومات السكن.. بلا مرافق.. تفتقد إلى الماء والكهرباء..أما المعيشة فضيقة إلى درجة أن المواطن يعجز عن الحصول على قوته مما اضطره إلى الاستجداء على الشوارع، وأمام المنازل والمكاتب ..وغالب العيش الأرز الموريتاني الرث، وسمك"ياي بوي" إذا وجد.. فقد دخل هو الآخر في قائمة الغلاء المذهل الذي تعرفه المواد الأخرى.. غالبية المواطنين يعيشون على الصدقات وما تجود به أياد المحسنين،والمنظمات الخيرية..رغم ثراء بلدنا بمختلف المعادن، والمنتجات البحرية، والزراعية.
لا يوجد للدولة جهد يعكس نيتها في تنفيذ مشاريع ضخمة تساهم في الرفع من مستوى الحالة المتردية للمواطن الذي يعيش دوامة من الفقر بسبب انتشار البطالة.
ومع ما يتشدق به الحكومة على منابر الوكالات العمومية الرسمية من انجازات، ومشاريع تم إطلاقها ستتغلب على الفقر والهشاشة، في التعليم، والصحة، والاقتصاد.. فما تزال الحالة تراوح مكانها فقر مدقع تسبب في انتشار جريمة السرقة وأعمال السطو، والابتزاز والاحتيال .. وكل أشكال الجرائم التي انتشرت بسبب ارتهان المواطن لضيق العيش، وتعقيدات الحياة الجمة التي تضرب بأطنابها عليه،فلا يجد سبيلا لمواجهتها غير الانحراف.
وما تزال المشاريع العملاقة التي ستمتص الآلاف من اليد العاملة، في المهد.. وعشرات المشاريع الزراعية التي ستعيد الحياة للقرى في الضفة فكرة قيد الإنشاء.. والمشاريع الاقتصادية التي سيقود الاستثمار فيها إلى رفع مستوى جاهزية التعليم، والعمل على إصلاحه قيد التنفيذ.
المواطن يحتاج إلى أفعال حقيقية يلامسها على أرض الواقع، تنعكس على حياته الاجتماعية و الاقتصادية والتعليمية والتنموية في كل المجالات التي تخدمه..يحتاج إلى أن يحس بالعدالة وأنه جزء من هذا الوطن.. وأنه غير مغبون من قبل طبقة قليلة تستحوذ على مقدرات الوطن.. وتستغلها ضده ليظل حبيس الفقر والبطالة والظلم والغبن..
محمد أحمد حبيب الله(ولد أحمدو)