فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني حذار..
إن فلول هذه القبائل الذين يحتشدون لاستقبالكم اليوم إنما يتملقونكم كي يحيطوا بكم إحاطة السوار بالمعصم ليتسنى لهم تحقيق مآربهم، بعد أن لم يعد لهم هناك في الجانب الآخر منافس ينافسهم عليكم..
لقد سقطت النخبة قبل فترة طويلة وسقطت القيم تلوها بعد ذلك، وأخيرا سقطت المعارضة الديمقراطية، ولم يبق لهذه القبائل من تنظيم جمعي يمكنه أن ينافسها على السلطة والثروة إلا الأعراق التي فهمت اللعبة أخيرا وأخذت تنشط وتتهيأ لدخول الحلبة..
فخامة الرئيس
إنها مسرحية خطيرة على ديمومة موريتانيا، وقد أصبحت الآن قاب قوسين من وصولها إلى فصلها الأخير، فإذا لم تعودوا بالبلاد إلى قيم الدول الحديثة والمجتمعات المدنية وتبعثوا الحياة في المعارضة الديمقراطية فسيكون التنافس في انتخابات 2024 محصورا بين مرشحي سلطة سلاحها القبائل ومرشحي أعراق سلاحها المظالم.. ويمكنكم أن تخمنوا كيف ستكون النتيجة إذا وصلت البلاد إلى هذه المرحلة لا سمح الله تعالى...
فخامة الرئيس
لقد وصلتم إلى سدة الحكم في مرحلة حرجة من تاريخ هذه البلاد فإما أن تعيدوها إلى جادة دولة المواطنة والقانون التي هي وحدها السبيل لتفادي الانزلاق، وإما أن تهيؤوا أنفسكم ومجتمعكم لنهاية حقبة وبداية أخرى...
فخامة الرئيس
الأمر أصبح ملحا أكثر من أي وقت مضى.. بناء الدولة العصرية وكرنفالات القبيلة الرجعية خطان متوازيان لا يلتقيان أبدًا ومفتاح الإصلاح اليوم بيدكم... فأروا هذه القبائل كي ترى تلك الأعراق أن موريتانيا باتت دولة حديثة لا تحتاج إلى تأليه الحاكم بل إلى خدمة المواطن..