سنتان انقضتا من مأمورية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني..كتب الكثير عنهما بالكثير من الفرح والحبور، والغبطة والسرور.. قالوا: إن موريتانيا شهدت فيهما طفرة نوعية في كل المجالات، الاقتصادية،والاجتماعية،والأمنية.. بل ذهب البعض إلى أن موريتانيا تحولت فيهما إلى جنة فيها انهار من لبن غير آسن،وكوثر فائض،وعسل مصفى،ودر وذهب.. وأن الجميع غرق في الفردوس الذي كان يتمنى.
هذا تعبير الذين حالفهم الحظ ونالوا من عشرية عزيز من الثروة حتى التخمة.. الذين لم يشملهم ما شمل آخرين نال منهم الفقر والتهميش في عشرية عزيز حتى أخذ منهم العجز ما أخذ..يتراكضون في عز الليل يتدافعون في الطوابير كالأشباح على دكاكين الأمل..ونقاط سمك"ياي بوي".
ينتظرون الليالي تلو الليالي في الطرقات بين الأرصفة وعلى أبواب قصور المتخومين لعل وعسى أن يرموا قطعة لحم نتنة، أوعلبة لبن فاسدة فيتلقفونها ليسكتوا بها صراخ في لطون أطفال يتضورون من الجوع لا يفرقون بين النتن والفاسد من شدة الجوع.. يتسابقون ليتعلقوا بالجرب يبحثون في ما فيه من خبز يابس وفضلات طعام متعفن.
هذه هي حالة طبقة هشة فقيرة في أحياء الترحيل بنواكشوط، وعواصم الولايات، وقرى ما تزال- رغم مرور سنتان من المأمورية المباركة- تنتظر بارق أمل أفضل من العدالة الاجتماعية والاقتاصدية والتنمية في السنوات المقبلة .
محمد أحمد حبيب الله