كان فرح المواطن عميقا وهو يستمع إلى شروح مزايا المنشأة الجديدة التي أطلق عليها نظام ولد الغزواني"تآزر".. وكان فرحه أكبر عندما ظهر الرئيس على القنوات الوطنية وصرح أن المنشأة الجديدة يُعول عليها في التنمية الاجتماعية وحل مشاكل الطبقة الهشة من خلال مساعدات سيستفيد منها الجميع، تتمثل في إعانات مالية وأخرى مادية، وسيكون لها بالغ الأثر في المستقبل على حياة المواطن في جميع المجالات: الاجتماعي والتعليمي والصحي .
ولكن الطريقة التي سيرت بها منشأة"تآزر"الأموال الكبيرة التي خصصت لهذا الغرض، فاجأت المواطن،وخيبت أمله في الاستفادة وتغيير وضعيته الهشة..فقد غير الإحصاء وجهة الهدف..من خلال الشركاء في البلديات، والوسطاء والمتنفذين.وبذلك غُمط الفقير صاحب الحق واستفاد الغني.
فهل سيظل حال الفقير على ما هو عليه..؟ مغموطا من حقه حتى في لقمة العيش.؟. بسبب القوة المتنفذة، التي غييرت مجرى العدالة الاجتماعية التي يعمل - رئيس لديه رغبة في التغيير والإصلاح والتنمية- علي تحقيقها.
وهل سيظل من يتحصن بالوزراء والجنرالات، ومقربين من الرئيس، وحاشية أسرة الرئيس، والوزير والجنرال وحدهم من يستفيدون من مشاريع التنمية والإصلاح التي تطلقها الدولة.
مشروع "تآزر"الذي تم إنشاءه بغرض مساعدة طبقة هشة، فقيرة..تحرم عجوزا مسكينة تعيل مجموعة من الأطفال اليتامى في عريش بحي عشوائي بنواكشوط., على حساب أسرة أخرى يعيل عليها تاجر غني،وتسكن في منزل واسع كبر.. لأن الأسرة مدعومة بوصية من شخص نافذ في الدولة.
قصص مريرة يعيشها من أجبرتهم الظروف وقساوة الحياة على العيش بماء ساخن وخبز يابس،وفتاة فضلاة يجمعها الأطفال من القمامة..وهم يندبون خيبة أملهم في"تآزر"..