الحوادث - في منطقة الترحيل، في بناء متواضع يقطن محمد، المواطن الفقير الذي يعيل أسرة من 7 أفراد، نصدر رزقه عامل يدوي حر في الغالب في بناء الاسمنت وفي حالة تعثر ذلك في بناء الأعرشة والأكواخ.. هو من الطبقة الغالبة، الفقراء ومحدودي الدخل في هذا البلد..
"الحوادث"حاورت محمد لتنقل قصته التي تعطي صورة واضحة وجلية لوطأة معاناة الغلاء والأسعار على هذا الشعب، الذي يكابد الفقر والغلاء والبطالة.
يقول محمد - وهو يبدأ بالحديث عن الأسعار لما تحتله من أهمية لدى المواطنين هذه الفترة - منذ ثلاث سنوات حسب تقديره هو، كان الأمر شبه منطقي، رغم الصعوبة طبعا، فكان دخل أمثالي، ليس ثابتا لكن يمكن في تحسن الظروف أن تحصّل حدود 50 الى 80 الف اوقية قديمة خلال الشهر، ما يعني أنك في سابق الأيام قبل الارتفاع الجنوني للأسعار كنت تستطيع توفير 2000 على الأقل، لقوت الأسرة اليومي، مع احتياطات الحالات الطارئة التي لا تحد بقيمة ومن الصعب الاستعداد لها ماديا، لكن الله هو المدبر..
اليوم، يقول محمد، 3000 او تزيد لا تستطيع نتيجة الظروف توفيرها بشكل يومي في الغالب، وهي أيضا لم تعد تكفي للقوت والمتطلبات اليومية للاسرة،
فكل شيء يقول محمد، أصبح غاليا، المواد الغذائية والدواء والنقل وأثمان الماء والكهرباء والملابس وكل الحاجيات غالية،
ونحن يقول محمد، مجرد عمال يدويين ليس لنا دخل مستقر، وإذا توفر لا يسد الحاجة، خصوصا في هذا الظرف الصعب جدا ..
يقول محمد، قبل سنوات، كنت يوم العطلة اذهب بنفسي للسوق، فاجلب اللحم والمواد الغذائية المطلوبة يوميا للمنزل، الخضروات وغيرها والألبان والشاي والسكر واصرف حدود 2000 اليوم إذا ذهبت ب 5000 لن تجل الحاجة المطلوبة، هذا هو واقعنا المأسوي يقول محمد.
وعن قرارات الحكومة بخفض بعض الأسعار، فقال، انه مجرد ألعوبة، فالأسعار بيد التجار وليست الحكومة، والتجار الكبار يتحكمون في السوق الكبير، والصغار يبيعون بضاعتهم بالربح وهو حقهم،
إذا كانت الحكومة يقول محمد، تريد فعل شيء، فعليها توفير فرص العمل والرواتب المناسبة، وتضخ النشاط الاقتصادي الذي يرفع القدرة الشرائية للمواطن وقيمة العملة، أما أسعار التجارة فهي حسب الظروف وطنيا ودوليا وكل تاجر حر في الربح آو يترك التجارة وتقع الكارثة فلا توجد البضاعة اصلا ..
محمد، ليس إلا واحدا من الأغلبية الساحقة من المواطنين الفقراء وقليلي الدخل، وهم في واقع اقتصادي صعب، وموجة غلاء فاحش، ولا سبيل لهم إلا مكابدة الواقع وتحمل المعاناة حتى تحين فترة انفراج، يظنون أنها لا تمكن في واقع اليوم، إلا بتوفير الشغل والرواتب الكافية، وليس بتوزيع الصدقات غير الدائمة ولا بالقرارات التي لا تمس أرض الواقع بشكل ينقذ المواطن