يكشف ما حدث يوم أمس الأربعاء في مقاطعة تركيز بولاية الترارزة جنوب البلاد من احتجاجات قادت إلى زوبعة من التخربب،والعبث بمقدرات مكاتب رسمية للدولة،ومنزل وممتلكات العمدة وحاكم المقاطعة إلى أن المواطن وصل درجة من عدم احترام السلطة جعلته يقف في مواجهة معها،من غير مقدر لما قد يتعرض له من عقوبات،وصار على استعداد لتحمل كل شيئ من أجل أن تسمع السلطات صوته يسمع المغيب بسبب هيمنة نفوذ الساسة .
ما كان من أحداث تخريبية أمس يوحي بأن غليانا ملتهبا تحرك ألسنته الظلم والغبن والتهميش وسيطرة المتنفذون إلى درجة لم يعد المواطن قادر على السيطرة علي أعصابه. رغم الجهود التي يبذلها بما يبعثه من شكايات،ووقفات ليصل حقيقة مايعيشه ويكابده إلى مركز القرار..لكن أذرع الساسة المهمينة،وضعت حاجزا متبنا دون ذلك.والعامل الذي قد يزيد الطين بلة هو محاولة التغطية على الأسباب الكامنة وراء الحراك الشعبي الذي قاد إلى مثل الأعمال التخريبية في تركيز.
وعلى السلطات العليا أن تفهم ان الأمر يحتاج منها إلى التفاتة، ونزول إلى الميدان لتحديد سبب الغليان ومعالجته قبل أن تنتشر شظاياه..وذلك بالتدخل لحل المشاكل التي تمس من حياة المواطن اليومية..الأسعار الملتهبة،الماء،الكهرباء،البطالة.
وهذا لا يعني أن تتساهل السلطات الأمنية والقضائية مع من وراء الأحداث التخريبية..بل تنبيه إلى أن وضعية المواطن أصبحت صعبة إلى درجة الاستعداد للتضحية من أجل حياة كريمة،في ظل دولة المؤسسات والقانون.
محمد أحمد حبيب الله