الجمهورية تستعد لعرض وثائقها على برلمانها لحماية رموزها وتحصين قادة رأيها فممن ياترى ولماذا تلجأ النخبة الأغلبية الحاكمة الى صناعة رموز يتطلب استمرارهم حماية من قوانين تستحدث دون ان تترك حمايتهم لخدمتهم ولعطائهم ولشمولية استهدافهم لمسببات حب الشعب وتعلقه بهم احترامه لهم ولتوكيد ضرورة تبني خدمة الشعب والوطن لكسب احترامهما لكل مسئول ولكل رمز يراد له ان يتمتع بالحصانة من النقد والنصح والتوجيه .
من غير اللائق ونحن ندخل في عصر الجماهير ان نعود للوراء لنخرج من لحظات الغبن والظلم والتخويف تعاويذ وطلاسم نحمي بها اصحاب الشأن وهم وحدهم من عليه فرض القطيعة مع الماضي المهين للجمهورية ولإنسانها الذي كافح وناضل وضحى كي يتمتع بحق مشاركته في الرأي والقرار وفي التوجيه والنصح وفجأة اذا به يواجه المجهول وقوانين عصور الظلام بعد مخاض تجربة الحكم العسير وبعد ان تأكد ان لا مفر من الشعب داخل الوطن للذين يريدون منحهم ثقته و حق انابتهم في شئون الوطن .
اننا لا ندري هل سنستمر في مهزلة الخطوة الى الأمام والخطوتين الى الوراء ولعل سعة صبرنا تضيق كلما فكروا وحموا انفسهم وتركوا مشاعرنا الجياشة تغلي كغلي الحميم ولا احد يستطيع ان يحمي السفح من حمم الفوهة فالبركان ثائر نشط و تحصينات القوم تكون اكثر فاعلية كلما كانت بالانجاز الشاهد المستهدف حماية الجميع لا تكريس التمايز بين الجميع لأن تكريس التمايز ظل اكبر معوقات وحدة شعب الجمهورية كما كان من اهم الاسباب التي عملت على ترك جراح الماضي البعيد والقريب نازفة في جسد المستضعفين وسوط عذاب بأيادي المتمكنين ، فهل من الحكمة ان نعيد اسباب الحزن وان نستمر في تكريس الالم والظلم والعالم من حولنا يكثف من تحصينات مجتمعاته وتدعيم تبني وحدة مصيرهم دون استثناء ودون تمييز على أي اساس كان .
لا عاصم من عقاب التاريخ ولا حامي من نقد الشعب ولا مبرر لتعمد الظلم وخرق القانون و التحصن به وبالمراسيم الا العمل الصالح الناصح الناصع وكل محاولة لتحصين الرموز خارج كم عطائهم وكيفه فهي محاولة مبتورة سترفض ان عاجلا او آجلا ، ان لم تكن سبب تعجيل فناء دعاتها وحشرهم في زوايا العمالة والنفاق ورفض الجمهور المتابع للأحداث بهدوء وانتباه كبيرين ، لكن أليس من السهل فرض احترام الرموز بما هو ومتاح من قوانين احترامهم والمزيد من خدمتهم للشعب والوطن ... ؟ أم ان استخدام النخبة المشرفة على تشريع رغبات السّلط ما تبقى من شرعيتها سيستخدم كله لتكريس حما يتها وحماية قادتها التي ـ ا ن اصرت على حمايتهم ـ تؤكد ان تجربة عطائهم كانت مجذوذة لحد أصبح من اللازم سن قوانين لحمايتهم بعد حين ..؟ لكن هيهات فالإصلاح يفرض تصحيح الأخطاء مهما كانت مؤلمة ومحزنة كما ان معاقبة الرموز ستظل خيار الحكماء الأكثر تعبيرا عن دعم عمل الخير وبذل أقصى الجهد وسيظل اهم روافد حماية الرموز منوط بالرموز أنفسهم حتى لا يظن البعض ان صناعة الرموز ممكنة فالرمزية توفيق وجهد جبار بذل ويبذل وحضور مدرك لغاية وحكمة تمتعه بمكانة رمزيته .