الحوادث – تقارير - منذ الإعلان عن استحداث ومنح القطاع "22" في مقاطعة توجنين واستصلاحه لصالح المواطنين من سكان "الكزرات" والذين لا يمتلكون قطع ارضية، وعزم السلطات عن استصلاح ذلك القطاع الذي يجتوي 5000 آلاف قطع أرضية لصالح المواطنين.. بدأت حراك شعبي بين سكان الكزرات بغية الحصول على قطع أرضية..
الإعلان فتح المجالات لسلوكيات كثيرة معروفة لدى من يمتهنون فوضى الكزرات والسعي الدائم للحصول على قطع ارضية، واختلط من يحتاحون قطع أرضية بمن لا يحتاجون ذلك اصلا ..
"الحوادث" زارت "كزرة" ملح المعروفة بـ"كزرة الشباب" واستمعت إلى أحاديث المواطنين، نساء ورجالا، حول واقعهم الذي يعيشونه هناك منذ سنوات، وحول افق الاستعداد للترحيل المأمول ونقلت صورة الحي التي تحمل تفاصيل معاناة من العزلة وانعدام الأمن وانتشار الأوساخ والقمامات .. وصعوبة الوضع العام، حسب حديث بعض السكان هناك ..
قبل سنوات نشأت تلك "الكزرة" بداية من ساحات عمومية لتحتل بعض الشوارع والقطع الأرضية غير المأهولة، ولتتشكل كحي فوضوي، فرض نفسه بعد مناوشات مع السلطات لإخلاءه ولم تفلح سلطات الولاية في عهد النظام السابق من ذلك..
ظلت تلك "الكزرة"، كما هو واضع غيرها المناطق في العاصمة، بؤرة معروفة للانفلات الأمني، حسب ساكنيها، تعتبر من أكثر المناطق استقطابا لأصحاب السرقة والسطو والجريمة، إلا أن فيها الكثير من المواطنين الفقراء من الفئات الهشة دافعهم الأساسي هو الفاقة والحرمان والحاجة الماسة للسكن،
وفيها البعض ممن يمتلكون منازل في مناطق أخرى لكنهم يريدون الحصول على قطع أرضية، كما صرح بعض السكان..
أحاديث سكان تلك "الكزرة" اليوم، تتركز حول أحقيتهم في الحصول على قطع أرضية صالحة للسكن في القطاع المعلن عن ترحيل المواطنين إليه، القطاع 22 من توجنين، ويعتبرون أن التحدي هو أنهم يخشون تلاعب سماسرة وزارة الإسكان بتلك القطع الارضية ..
إلا أنهم أيضا، يناشدون كما أعلنوا مرارا وتكرارا، السلطات لتوفير الأمن لهم وهم في منطقة معزولة عرضة لأصحاب الجرائم،
كما يؤكدون أنهم في مكان لا يتوفر فيه الماء بشكل جيد، ويجدون صعوبة في النقل، كما انهم من اكثر الناس تأثرا بالغلاء وارتفاع اسعار المواد الغذائية، فهم من المساكين الذين يسعب عليهم تحصيل قوتهم اليومي، حسب تعبيرهم.
أما عن الأوساخ والنفايات فهم يعتبرون أن وجودها بينهم طبيعي نتيجة الفوضى، لكنهم يخشون مما تسببه من أضرار صحية كبيرة ، خصوصا على الصغار الذين يتخذون منها أماكن لعب، وسط انتشار الجائحة والأمراض الخطيرة، إلا أنهم لا يرون اهتماما من السلطات الصحية بذلك..
ويعتبر سكان المنطقة أن دور البلدية والمقاطعة غائب تماما في النظافة وفي الأمن ..
سكان الكزرة، يعيشون الأمل الآن، في ترحيلهم وحل مشاكلهم السكنية والأمنية والصحية، وهم ينتظرون ذلك منذ سنوات رغم أنهم وعدوا أكثر من مرة، حسب تعبيرهم، من السلطات ولم توف لهم بوعد..
فهل سيكون ترحيل القطاع 22 بداية لوضع حد لمعاناتهم ومعاناة سكان "الكزرات" في نواكشوط