الحوادث – ملفات - الحزب السياسي هو مجموعة من الرجال والنساء تشكلت حول فكرة في إطار الدستور والقوانين في الجمهورية لمشاركة في جهود المجتمع المدني في الوطن، لخدمة المجتمع والدولة من خلال مشروع سياسي..
كل حزب سياسي يسعى طبعا إلى تجربة مشروعه السياسي في بناء الدولة وقيادتها،
ولان موضوعنا، هو كشف المستور من سلوكيات الأحزاب وقادتها في موريتانيا، وكافة هيئات المجتمع المدني، والمنتخبين، لما يمثلونه جميعا من أهمية في واقع الدولة الديمقراطية..
ما سننشر هو من خفايا المستور، لسنا هنا في معرض الحديث بإسهاب عن الحزب السياسي ككيان، بل لتناول أحداث ووقائع وسلوكيات لمسناها فيما قررنا تعريفه بالمنظومة الفاشلة للحزب السياسي في موريتانيا..
ولأجل ذلك تفتح "الحوادث" ملفات حول الأحزاب السياسية والساسة والمنتخبين، نبدأها بالحديث عن المنظومة الفاشلة للحزب السياسي.
اعداد – سيدي ولد محمد فال
ينتسب الناس للأحزاب السياسية اعتبارا منهم للانخراط ضمن منظومة مجتمعية وسياسية سليمة، قدمت لهم برنامج أو رؤية سياسية في الغالب تكاد تكون نسخة طبق الأصل من برامج وسياسات جميع الأحزاب الموجودة مع اختلاف آخر، أكثر ما يكون في الولاءات داخليا وخارجيا..
من أسباب الفشل في بنيات المنظومات الفاشلة للأحزاب في موريتانيا، رغم أنها قدمت عندها تأسيسها نظما لها (نظام أساسي وداخلي)، هو أن الحزب هنا يكون في الغالب "متجر"، أو سبيل لصعود رئيسه وقربه من مراكز النفوذ لخدمة أسرته أو مجتمعه القبلي أو العرقي، أو التمكين لمنظومات حركية للاحتلال أماكن القرار، وتنفيذ أجندات متناقضة في الغالب ومتنافرة جدا، مما ينعكس بالتأزم دائما مجتمعيا وسياسيا، آو رجل أعمال يستغل السياسة للتمكين للمتجر أو الشركة، من خلال موقف سياسي أو مقعد انتخابي..
لذلك دائما ما يكون المنتسبين للأحزاب عبارة عن كم مستغل، لا يٌرجع لهم في موقف ذا شان، ولا ينالون حقهم كأعضاء في الحزب أكثر من المقربين أو الخاصين من خاصة قيادة الحزب ..
وحين تغيب الشفافة أو العدالة حتى في البنية السياسية للتشكيلات السياسية، فلا يتوقع أن تنتج تلك الأحزاب في مستقبلها، مشاريعا ذات فائدة للشعب والدولة.
ولنأخذ أمثلة، دون ذكر أسماء أو أحزاب في مرحلة متابعتنا الأولية هذه:
حدثني شخص ذو اطلاع بما يتحدث عنه، عن رئيس حزب منذ سنوات يوظف ويخلق فرص عمل لأسرته ومجتمعه القبلي الضيق، وغالبية أعضاء قيادته حزبه وجميع منتسبيه عاطلون عن العمل، رغم أنهم هم الجمهور الأساسي للحزب المذكورة، وأكد لي أن نفس الوضع ينسحب على عدة أحزاب أخرى يعرف قاجتها عن قرب.
ووقفت على واقع آخر أكثر مرارة، وهو أن ساسة يحملون أفكارا دينية وسياسية ذات أهمية، يعرضون في لقاءاتهم بالمعنيين؛ مصالح وغايات مقابلة تضليل مطالب جماهيرهم السياسية، والتي في الغالب تكون مطالب الشعب الناتجة عن واقعه ومعاناته، وتحويل الخطاب نحو مواضيع هامشية لتضليل الرأي العام..
هكذا، وما خفي أعظم، تتجلى المنظومات الفاشلة للحزب السياسي في موريتانيا، وفي حلقاتنا القادمة، سنقدم المثير من المعلومات، كما سنتحدث عن المنتخبين عبر الأحزاب السياسية وكافة مكونات المجتمع المدني..
يتبع...