تخلد موريتانيا غدا الذكرى الواحدة والستين لعيد الاستقلال الوطني المجيد في الثامن والعشرون من العام ستون تسعة مائة وألف، حيث نالت بلاد شنقيط استقلالها عن المستعمر الفرنسي لتعلن تأسيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
وفي ذكرى عيد استقلال بلادنا المجيد، وفي جو احتفالاتنا، حمدا لله، بذكرى الحرية والوحدة والانعتاق، نشارك بمقال يستحضر تاريخ الشعب والأرض، ويؤكد بمعطيات الواقع، من عمق الثقافة الأصيلة والهوية العظيمة والدين السمح لهذا الشعب، على حتمية الانتصار واستحالة الفشل.
وكما كتبنا سابقا، ففي موريتانيا عبر كل مراحل تاريخها تعايشت كافة المكونات القبلية والعرقية، يجمعها الدين والثقافة والكرم والإباء، كل الموريتانيون متمسكون بإرثهم الثقافي كل حسب خصوصيته وأسلوب عاداته وتقاليده، كلهم ظلوا محافظين على أرضهم، تصدوا لكل محاولات تجزئتها ودفعوا أرواحهم الطاهرة في سبيل حريتها واستقرارها وحفاظا على وحدتها وكرامتها، عانوا من أجل ذلك، ولن ينخدعوا ولن يفرطوا في أمنهم ووطنهم، ولن يسوقهم الآثمون لقاع الفشل..
للأسف، فقد طفت على سطح الفشل السياسي منذ بعض الوقت كل أنواع الإثارة العنصرية والشرائيحية الهادفة إلى بث الكراهية بين مكونات الشعب، وهي نتيجة خطابات طفيلية عجزت عن مواكبة نهضة البلد، واستقر بها قصر النظر وضعف الطموح زمنا في قاع سياسات الهامش، معلقة الرؤى بين التعويل على تدويل ولاءاتها من خارج الحدود وعبر نوافذ المنظومة الاممية الاستعمارية الساعية للهيمية، واضفاء فردية ذاتية لساسة اعتنقوا "الغاية تبرر الوسيلة" في استغلال سماحة وانفتاح مكونات الشعب الموريتاني لتحقيق مآربهم الذاتية أو خدمتهم لأسياد جدد من القوى الدولية والاقليمية المعادية لاستقرار ووحدة الشعوب..
برزت الدعوات العنصرية والشرائحية والطائفية والأممية الدينية والتكفير، كعمل موازي ومكمل لسعي الصهيونية والاستعمار ورعاة المخططات التخريبية من أعداء موريتانيا وأعداء الإسلام لزعزعة استقرار الشعوب المسلمة، ومافتئت الصهيونية العالمية بشتى عناوينها حول العالم، تزرع بذور الفتنة في موريتانيا، تلمع كل من يرفع الصوت بساقط الكلام وتثمن جهود كل من يحيك مؤامرة دينية أو عرقية في شارع موريتانيا..
إن ريح الفشل، وخطاب الكراهية والفشل المنفذ من طرف الشعوبية الدينية العميلة والعنصرية الأممية، أصبح مكشوفا لحد أنهم، أصبحوا يروجون كل أفكار متطرفة حتى لو كانت غير ذات أهمية، لأن هدف أسيادهم الذين يمولونهم هو أن تحدث الفتنة – لا قدر الله – بين مكونات شعبنا..لأن معامل الصهيونية العالمية بعد فشل محرقة "الربيع الموتور" تريد أن تغير مسار اخماد الحريق، ليشتعل من جديد، حتى ينتج قرابين كثر من الدم القاني تروي ظمأ معبود الصهيونية، وتشفي قليلها من أمة العرب المسلمين، وتواصل المجاميع الشعوبية والعنصرية ولوغهم في دماء الأبرياء..
في وضع كهذا على كل الموريتانيين، أن يثبتوا أن وحدتهم ووعيهم وعراقة تكاملهم وتماسكهم، وارتباطهم الأبدي بالأرض، وثقافتهم الدينية والاجتماعية وقيمهم النبيلة، أعظم وأقوى من أن تهزها ريح الفشل، وأرفع من أن ينالها خطاب السقوط المروج بقصد تحطيم قيم المجتمع.. كما أن على الدولة أن تنفذ القوانين الصارمة في كبح جماح تهييج الفتن والخطابات المبتذلة لمجاميع الفعل التخريبي الديني والعنصري، فهم رأس الحربة في إشعال الحريق.!!!
تحيا موريتانيا حرة موحدة أبية مزدهرة
سيدي ولد محمد فال