بئست بطانة تشويه "تعهدات الرئيس"، وإثارة النعرات لتدمير الهوية والدين! ..

أحد, 12/26/2021 - 11:56
سيدي ولد محمد فال

تعهد الرئيس محمد الشيخ الغزواني ب"بتعهداتي" صادقا، وضع نظرة مستقبلية واقعية وخطة تنمية مجدية لو سلمت من دبابير الإرجاف من أسوا بطانات الأنظمة في التاريخ، وضع خطة تاريخية لتحقيق إقلاع اقتصادي، إيمانا منه بضرورة تحقيق التنمية والرفع من المستوى المعيشي للمواطنين، من خلال توفير فرص العمل وخلق سوق اقتصادية عصرية لامتصاص تفشي الغلاء، رفع في برنامجه الطموح، تحسين الوضع على مستوى كافة القطاعات، التعليم، الصحة، والاقتصاد والتنمية، وتحقيق الازدهار في فترة وجيزة، كانت "تعهداتي" للرئيس واضحة جدا وصادق ومستقيمة الوجهة نحو هدف التنمية والإقلاع..

قرأت في بعض المقولات شيئا ربما يكون ناصحا؛ "إذا وليت أمرا أو منصبا فأبعد عنك الأشرار فإن جميع عيوبهم منسوبة إليك".

ومما ما يحز في النفس أن يكون حظ هذا النظام الطامح للأمام، من البطانة والنخبة، مجرد رهط من أهل المدينة مردوا على النفاق والتزلف..

لكن الخطر ليس في ضعفهم وتزلفهم، بل في تشغيل غبائهم في الاتجاه الخطأ تماما؛ والإرجاف ومحاولات طمس إخفاقاتهم باختلاق صراع من المسميات الاجتماعية، التي لا تعني أسس المواطنة والمساواة في دولة المواطنة، منتهى الحقارة السياسية لمستها في بطانة النظام الحالي منذ البداية وكتبت عنها مقالات سابقا " غسلا للعار اقطعوا رؤوس الشياطين" و"تحقيق التعهدات ممكن ..بعيدا عن المثبطات" .وغيرها من المقالات التي كانت منذ البداية تستقرئ الإحداث وتلمس الارتباك في عمل الحكومة؛ الموكل إليها تنفيذ برنامج الرئيس وتعهداتي، والتنبيه إلى مخاطر استغلال الانتهازية السياسية لحكمة الرئيس ومرونته وانفتاحه على كافة الطيف، في جو من التهدئة طابعه بشكل واضح هو رغبة الرئيس في رأب كل صدع في الساحة الوطنية.

الانتهازية كما هو دورها عبر التاريخ؛ تتسلق في لحظات الهدوء، وعندما تفشل في أن تكون بمستوى الطموح التنموي والوحدوي الوطني الصافي للقائد، تختلق بؤرا للإثارات الفاشلة والمكشوفة، وتظل تدورها طيلة الفترة حتى لا تظهر على حقيقتها، مخفقة في المسؤوليات ومتآمرة على الرئيس والشعب والوطن..

الانتهازية السياسية، الممثلة في البطانة البائسة المتسلقة حول الرئيس، والمتشكلة من عدة أطياف تتسم كلها بالإرجاف والفشل والسموم السياسية الموغلة في الخطر، عمقت منذ البداية حفرة تفريخ كيدها، لتشغل ما انقضى من مأمورية الرئيس بتصفية الحسابات المقنّعة بمحاربة "الفساد" رغم وجاهة محاربة "الفساد" ومحاسبة المفسدين، إلا انه من المستحيل عقلا وواقعا، أن يحارب المفسدون أنفسهم، وهم نفس البطانة! والنتيجة أن الأمر لم يكن سليم المنحى، لذلك كانت نتيجته واضحة وسببت بلا شك صدمة للرئيس، رغم إيمانه العميق بمصلحة الشعب والوطن في معاقبة كل المفسدين.

وحين لاحظ الرئيس بشكل لافت، انكشاف بعض أفعال الانتهازية، دفعت بطانة البؤس المتسلقة بمنطق في كامل الإسفاف، تصوير مقطع فيديو من شيوخ في مجالسة خاصة، وتم ركوب تلك الموجة من طرف الانتهازية السياسية والدينية في طرفي الواجهة "المعارضة المتحورة" و"الأغلبية الغوغائية المتسلقة في النظام"، نجح المجتمع بقواه السليمة دينيا وعقليا في إظهار مدى إسفاف وسقوط "شعارات الدونية والمسميات الاجتماعية"، وظهرت عارية تلك اللعبة، لان العقل والضمير الجمعي الوطني يعرف، تماما، أن مسمى اجتماعي لا يمنع حقا لمواطن ولا يعفيه من واجب وطني، ولا ديني، الكل مواطنون والكل مسلمون يصلون لله وحده والمعبود هو وحده، لا شريك له سبحانه، وأركان الإسلام متاحة على قدم المساواة للناس كافة، لا يقصّر فيها أحد بدافع منتماه اللفظي الاجتماعي، فما لكم كيف تحكمون!!.. ولا يوجد في الدستور ولا القانون ما يحرم على مواطن أو يحل لآخر، أو يمنع عن مواطن ويسمح لآخر، على أساس لوني ولا عرقي ولا مسمى لفظي اجتماعي، هي مجرد دونية مفرطة نفسية لا جدوى منها ولا لها، ولا توجد فئة تعتبر اسمها الاجتماعي حافزا لسيطرة في إطار دولة المواطنة..

إذا.. انه فشل بطانة لم تستطع مواكبة تحقيق التعهدات الهامة التي رفعها الرئيس للتنمية والإقلاع الاقتصادي، ومحاولة الالتفاف على ذلك الفشل بشغل الرئيس والشعب بموضوع لا يمت بصلة مع النهوض الاجتماعي ولا الاقتصادي ولا العلمي، بل هو إقحام للمجتمع وأسره في قفص الماضي وقشوره البائدة!

 

 

سيدي ولد محمد فال