بعد احتجاج الحكومة الموريتانية على قتل مواطنيها غيلة في الأراضي المالية، وزيارة وفد وزاري رفيع المستوى مبعوث من طرف رئيس الجمهورية محمد الشيخ الغزواني، أصدرت الحكومة المالية بيانا رسميا ينفي بشكل قاطع أي علاقة لقواتها المسلحة بالجريمة التي راح ضحيتها موريتانيون عزل، واستغربت حصول الضرر للموريتانيين في الوقت الذي تعتبر موريتانيا المساند الأبرز والأهم لمالي في محنتها مع دول غرب إفريقيا وواقعها السياسي المتأزم
بيان الدولة المالية، وعد الشعب والحكومة المالية بالتحقيق الشامل والجدي في الحادثة الأليمة، وكشف من يقف وراءها ومعاقبته، وهو الهدف الأساسي الذي حمله الوفد الوزاري، وطلبه رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد الشيخ الغزواني دفاعا عن أمن وسلامته مواطنه وسيادة الدولة الموريتانية، وموريتانيا حكومة وشعبا تتحلى بضبط النفس والهدوء حفاظا على علاقات وطيدة مع الجارة مالي.
الحادثة؛ وقعت في ظرف مستغرب، حيث أن دولة مالي تواجه عقوبات إقليمية، وموريتانيا الدولة الوحيدة التي فتحت أبوابها لمساندة مالي،
كما أن تفاعل الواقع والصراع الدولي والإقليمي على الأراضي المالية بلغ ذروته، فصراع دائر بين الدولة الفرنسية والروس والأمريكان وحتى دول الشرق الأخرى تركيا وحتى قطر وإيران..
هذا بالإضافة إلى الصراع العرقي والجماعات "الإرهابية" المسلحة، وامتدادات هذه الصراعات تجد لها صدى كبيرة في الدول المجاورة لمالي خصوصا موريتانيا، حيث ان القوى السياسية في البلد، تحو ذوي الولاء الإسلاموي للجماعات ومموليها، وحديث تقارير دولة عن السعي لإقامة إمارة "إسلامية" في الصحراء،
وأطماع القوى الدولية والإقليمية كثيرة ومتشعبة، هذا بالإضافة إلى البعد الاثني والعرقي الذي يعتبر حاضرا في دول غرب إفريقيا خصوصا في موريتانيا ومالي، والجماعات والحركات التي تحمل خطابا عنصريا أو عرقيا مدعومة من طرف منظمات دولية، افتراضات كثيرة أكثرها تجليا، فرضية استغلال الجماعات الإرهابية ومن يمولها، أو الاستخبارات الغربية للدول الطامحة لوجود مسيطر في غرب إفريقيا، فرنسا وأمريكا وروسيا، للوضع.
كلها جهات قد يكون من مصلحتها، تفجير الوضع بين موريتانيا ومالي، وفي دول المنطقة، وهدفها بلا شك هو إعادة رسم الخريطة هناك، وفق مصالحا، ولو بثمن فناء شعوب المنطقة، وخلق عصابات حرب وإرهاب وتقويض أسس الدول القائمة، أو خلق كيانات عرقية ضيقة وهشة.
الأخطار الكبيرة، تجعل التفكير في معالجة مثل هذا الحوادث، ينبغي أن يكون متأنيا وغير مرتجل، وهو ما أبانت عنه - في نظري- حكمة رئيس الجمهورية، حيث تعاطي مع الموضوع في إطار مبدأ الوقوف مع مالي في وضعها الاستثنائي.
ولا شك انه أمام موريتانيا الفرصة، الكبيرة والتاريخية، للتحكم في ما يجري خصوصا على حدودها مع جمهورية مالي، وتوجيه المسار نحو حلحلة أزمة المنطقة بما يضمن أبعاد أخطار كبيرة عن موريتانيا،
ومساعدة الجوار في مواجهة النزاعات العرقية والدينية والصراع المفتعلة من دول استعمارية ودول طامحة لخلق اذرع سيطرة ونفوذ ي منطقة تعتبر بفعل واقعها وأفقها الاقتصادي محط أنظار العالم اجمع.
لذلك، يجب النظر بتمعن في الواقع، وينبغي انتظار نتائج التحقيق المشترك، الموريتاني المالي في حادثة الغدر بالشهداء الموريتانيين، والسؤال الملح وفق كل المعطيات ما هو هدف تلك الجريمة
حفظ الله موريتانيا
سيدي ولد محمد فال