الإسلام، دين الرحمة، والمحجة البيضاء التي، لا يزيغ عنها إلا هالك، والمعنى؛ أنه بسبب وضوح الإسلام؛ وتوضيحه بالعلم للعقل السليم، كل أصول وفروع الدين الحق، والطريق المستقيم، من الإيمان بالله وكتبه ورسله والغيب وتعلم ما وجب من العبادات..
منذ بداية فتن التأويل والاختلاق، والفهم السقيم لبعض النصوص، بدأت الفتن أولها من مكائد اليهود والمنافقين، وحدث ذلك في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبرز تلك الوقائع، ما قام بهد المنافقين بإيعاز من يهود، في قضية المسجد الضرار، ( والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون ) .. ولعل الله اطلع على طبيعة المرجفون في كل زمن وجزم سبحانه، انهم سيحلفون انهم ما ارادوا الا الحسنى!
وقعت فتن كبيرة عبر تاريخ أمة الإسلام، بسببها تفتقت الجماعات والشيع، ولكل منهم تأويل وأقويل، وضرب الخلاف في عمق الأمة، وسلم علماء الامة بكثير بالخلاف والاختلاف، رحمة بالمسلمين، ونتيجة طبيعية لمشمولية الدين وسعة الفقه الاسلامي.
ليس هناك مدعاة لاختلاف عميق، على أصول الدين الاسلامي، فكما قلنا الاسلام وكتاب الله القران الكريم محفوظ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والسنة مسنودة بوضوح النص القراني المكملة والشارحة له.
ولعلنا لا نريد الاطناب في ماهو واضح، لنا كمسلمين من أمر ديننا والحمد لله رب العالمين.
إلا انه هناك في عالمنا اليوم، مع عمق الخلافات بين الطوائف الدينية، هناك غلاة ومتطرفين، كلما طمى سيل افعالهم واقوالهم الكاشفة، والتي تظهر ارتهانهم لاعداء الامة، واعين ذلك او تحت اثير الجهل او العمه، رجعوا الى سيرة الاختلاف في تاريخ أئمة الدين، لمحاولة الذود بقشة تعصب عيون الناظرين عن مناكرهم وعقول المسلمين عن غوايتهم وتدليسهم.
لذلك نريد، ان نبين بشكل جلي أن هناك مقاييس من الاصول وثابتة في الاسلام من القران والسنة، واجتهاد علماء الامة الصالحين وأئمتها المهتدهين، وتتفق كلها على:
- أن الكذب حرام والانسان مهما كان مجروح شرعا بافعاله واقواله، سواء كان دعي علم او جاهل، والواجب على المسلم ان لا يجهل أحكام نفسه لتسلم عباداته.
- أن مقاصد الشرع كلها موجهة لصالح الاسلام والمسلمين وليس العكس، ومن أوكدها اجتناب الفتن ودرء المفاسد، (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين).
- أن تكفير المسلمين، هو من أعظم الفتن، وأن حمل السلاح على المسلمين، فتنة، وأن خيانة الوطن لمصالح وصالح الاجنبي فتنة، وكلها محرمة شرعا، وهي حرب على الله ورسول، وفتنة تسيل بسببها دماء المسلمين، تحلها مجموعات خارجة وارهابية تكفر المسلمين لتحل دماء من يخالفونها في المصالح الدنوية، وهي تحمل شعارات دينية لتستغل عواطف المسلمين وتغرر بشبابهم، ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ).
- أن القران الكريم والسنة النبوية الشريفة، وحتى اجتهاد أئمة الاسلام، كلها متفقة على حربة تكفير المسلم لاخيه المسلم، والاسلام قوامها الشهادتين وعبادة الله بما أمر واجتناب حدود الله.
مما تقدم دون تفصيل كبير، نعرف انه ليس المشكل اختلاف على نص شرعي، ولا خلاف فقهي، ولكن هو أن المسلمين يعانون من المتنطعين والمتفيهقين، وان بعض أدعياء العلم، كثيرا ما يحاول الهروب من حقيقة تهاوي أقواله أو أفعاله أو فتاويه، لاشاعة ان الاخرين من علماء او مسلمين يختلفون معه حول شيء من الدين، لا أبدا..
الكذب ليس من الدين، والارجاف ليس من الدين، وتكفير الناس لاستباحة اعراضهم ودمائهم ليس من الدين، والنفاق ليس من الدين،
على العالم، أو الشيخ، او الجماعة، أن تبرر للمسلمين عدم وضوح، موقفها كذا، او قولها كذا، أو فلعها كذا، أو فتواها أو رؤياها كذا، وفقا لمقاييس الإخوة في الدين والحق، وليس إنكار ما هو موجود من وقائع وجعله خلافا في الدين، وهو ليس خلاف في الدين، الحقيقة؛ أخطاء وآثام للبعض عليهم تبريرها لإخوتهم المسلمين، والتوبة منها الى الله وتصحيح الأخطاء، وليس الاستكبار، (استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن تجد لسنت اللـه تبديلا ولن تجد لسنت اللـه تحويلا).
خلاصة، انه لا خلاف على أركان الإسلام، وانه على المتفيهقين والسياسيين العلم بأن العقل السليم للمسلم يميز بين الحق والباطل.
(ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور) صدق الله العظيم
ورفقا بالقوارير..