الحوادث- ظهر منذ فترة غير بعيدة تجار مصريون يتنقلون بين الأحياء الشعبية على درجات نارية ، وفي سيارات يسوقون لوازم المطبخ من أواني وأفران، وأجهزة الطحن، والخلط، يعرضونها للبيع بالتقسيط بأسعار مضاعفة لأسعارها في سوق الأواني.
وقد انتهز هؤلاء التجار المصريين فرصة حاجة السكان في الأحياء الشعبية لمثل هذه الآلات وعجزهم عن شرائها نقدا. فانتشروا حتى في الولايات الداخلية والأرياف، يعرضون بضاعتهم بالبيع بالتقسيط.
أسال بيع المصريون بضاعتهم بالتقسيط لعاب المحتاجين في الأحياء الفقيرة، ورغم ظروفهم الصعبة التي تحرم بعضهم من الغذاء..تجرأ البعض منهم على أخذ البضاعة راجيا راجيا التوفيق في تسديد المبلغ في المهلة المقدرة.
لكن وضعية المواطنين في الأحياء الفقيرة منعت غالبيتهم من التسديد مما اضطر التجار المصريون إلى رفع دعاوي ضدهم أمام الشرطة، للحصول على ثمن بضاعتهم .
ورغم عجز المواطنين يجد التجار المصرين في من البيع لهؤلاء فائدة كبيرة جعلتهم يتابعون التنقل ببضاعتهم وعرضها عليهم وبيعها بالتقسيط وبأثمان غالية،تدر عليهم بالربح الوفير.
فاطمة..رغم عجزها ..أرغمت تحت الضغط على تسديد الفائدة
فاطمة مواطنة تسكن في حي شعبي بالترحيل تعيل على مجموعة من الأطفال تركهم والدهم، لتتحمل نفقتهم وتربيتهم من البيع في كشف للحلويات، ومزاولة صباغة "الملاحف" النسائية.. دخل عليها احد التجار المصرين قبل سنتين يحمل بعض الآلات الخاصة بالمطبخ، وعرض عليها شراءها منه، وبما أنها بحاجة ماسة لخلاط ومسخن،وطاحنة جربت معه شراء هم وباعهم لها بمبلغ إجمالي يزيد على 1.50.000أوقية قديمة. على ان تسدد المبلغ في غضون ثلاثة أشهر.
بعد أسابيع من شراء المعدات زارتها قريبة لها، وأطلعتها على المعدات التي اشترت من التاجر المصري، ولكن قريبتها أطلعتها على أن الثمن الإجمالي لجميع ما اشترت في سوق الأواني لا يتجاوز 35 ألف أوقية قديمة.
لكن المسكين كانت قد استعملت المعدات، ولم يعد بإمكانها إعادتهم إلى التاجر ..بعد ذلك تعرضت والدة فاطمة لوعكة صحية تطلبت نقلها إلى المستشفى.. وانقطعت فاطمة عن العمل مع والدتها في المستشفى.. وحل موعد تسديد المبلغ المالي للتاجر المصري، وتردد علي منزلها مرات، واتصل عليها وكانت ترد عليه بأنها مشغولة في تمريض والدها التي ترقد في العناية المركزة في المستشفى المركزي..وأنها عاجزة بسبب انقطاعها عن العمل.
لم يتقبل التاجر المصري ذلك، وذهب إلى السلطات وتقدم بشكوى يطالبها فيها بتسديد ثمن المعدات التي كان قد باعها لفاطمة.
واستدعت الشرطة فاطمة التي حضرت مخلفة وراءها والدتها بين الحياة والموت، وطلبت منها الشرطة تسديد مال المصري..ورغم تحجج المسكينة أنها تمارض والدتها، وأنها تركت العمل منذ شهور .. وليس لديها ما تسدد به المبلغ، تم حجز المسكينة على ذمة التحايل والنصب على المصري،مما ضطر بعض أقارب السيدة للتدخل لحل الموضوع.. وبما أن المبلغ كبير طلبوا من التاجر تخفيضه .. لكن التاجر المصري رفض وقال أنه مستعد أن يعطي مهلة أخرى إذا حصل على جزء من المبلغ...وتحت ضغط الشرطة حصل التاجر على مبلغ 40.000 أوقية قديمة، والتزم له أقارب السيدة بتسديد الباقي على دفعات أمام الشرطة.
وهكذا ربح التاجر المصري أضعافا مضاعفة من المسكينة التي ليس لديها ما تغذي به أبناءها، أو تعالج به والدتها المريضة في المستشفى.