"اميت"سيدة في العقد الرابع من العمر شهدت الكثير من الصدمات المؤثرة خلال العقود التي مرت من حياتها..عاشت العقد الأول من العمر مرض والدها الذي تعرض لحادث في رحلة سفر الى سنغال.وبسببه صار مقعدا،حيث تم بتر ساقيه..ثم اصيب بجلطة في الدماغ، دخل اثرها في غيبوبة لأكثر من ثلاث سنوات،قبل ان ينتقل الى مثواه الأخير.
ثم عاشت في عقدها الثاني قصة احتيال دبرها ابن عمها بالتعاون مع عمها على اموال ابيها الذي كان رجلا ثريا،ويعمل العم وابناءه في وكالاته التجارية،بسنغال.ويشرف بعضهم على اعمال التوربد بمكتب الوكالة .
زوجها عمها بعد وفاة والدها وعمرها اثناعشر سنة رغما عنها،بحجة ان ابنه سيحافظ عليها وعلى تركتها من والدها بالتعاون معه..عاشت المر والحنظل مع ابن عمها الذي دبر كل الحيل بالتعاون مع والده لتؤول تركة والدها اليهم ..فقد كان يوثق الصكوك والعقود لنفسه ويفرضها على التوقيع عليها بدعوى انه الوكيل لها..وما مرت سنوات قليلة على زواجها بابن عمها حتى انجبت اربعة اطفال ثلاث صبية وبنت ولدتهم في دار عتيقة كان والدها قد اشتراها لوالدتها وكتبها على اسمها وهي العقار الوحيد الذي حصلتا عليه من ثروة والدها ..طلبت البنت من عمها وزوجها ان ينقلاها منها الى احد منازل والدها المتناثرة في العاصمة، لكنهما كانا يتجاهلان طلباتها.
وفي يوم وبينما الوالدة وابنتها في المنزل العتيق الذي تأكل واصبح متهالك وآيل الى السقوط جاء قرار زوجها في رسالة بعث بها مع احد العمال معه بطلاقها.
وعندماراجعته ووالده في تركة والدها طردوها من مكتبهما على مرأي ومسمع من العمال والمساعدين الذين تفاجؤوا في حيرة الخائف المجبر على الصمت من التدخل .
تحجج الوالد وابنه ان الوالد مات بعد ان تعرض جميع محلاته للافلاس ،وانهما واجها ذلك بقوة حتى استطاعا ان يعيدا اليمعة التي عثرها والدها مع التراب.
عادت السيدة الى والدتها، واطفالها مكسورة الجناح،تسبح في بحر من الدموع المنهمرة من عيناها ..كان وقع الأمر كالصاعقة على والدتها التي تجلدت حتى لا تتأثر ابنتها اكثر..وهي تواسيها.....