خطابات الرئيس ..والإنذارات المتكررة للحكومة (تحليل)

اثنين, 03/28/2022 - 15:15

تناول الجميع خطاب الرئيس الأخير بمناسبة تخرج دفعة من المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء،وبالغوا في تعميق البحث فيه مما أسس لاختلاف كبير في فهم محتويات الخطاب الذي جاء بعد خطابه أمام الجالية الموريتانية المقيمة في المملكة الاسبانية، والذي نال هو الآخر نصيبه من الزخم الإعلامي، مابين مؤيد لفكرة البوح عن الحالة المتردية التي تعيشها البلاد، والكشف عن حالة الفقر المدقع التي يعيشها المواطن،وهي حقيقة -وإن حاول البعض التستر عليها- لا مراء فيها، بل إن مظاهرها جلية يعكس حقيقتها الانتشار الكبير للمتسولين على الشوارع، وبين الملتقيات.والظروف التعيسة التي يعاني منها المواطن في بيته.

مهم جدا أن يعبر رئيس الجهورية عن حقيقة الحالة التي يعيشها المواطن- على الأقل يوصل من خلال ذلك - رسالة إلى المواطنين أنه مطلع على حالهم،وأنه على دراية واسعة بضعف عمل حكومته وجهازه الإداري.. وهذا وإن انتقده البعض واستنقصه على شخص الرئيس أعطي انطباعا حسنا بين القاعدة التي تنتظر منه تحسين حالتها المتردية، والعمل على قطع دابر الشبكات الانتهازية التي تنهب ثروات الشعب وتتحكم في لقمته عيشه.

ومهم جدا أن يبطن الإعلان بإنذار لحكومته، وجهاز إدارته غير مشفر،مرره على مسامع الجميع،يؤكد فيه عدم التساهل في المستقبل مع أي مفسد يتم الكشف عن أنه شارك في نهب أو فساد ممتلكات الشعب..ويخير العاجزين بين الاستقالة أو التحلي بالمسؤولية في تنفيذ الخطة المرسومة في البرنامج.

لم يعد يخفى على أحد في الداخل والخارج عجز الحكومة وعدم قدرتها على القيام بالمهمة الموكلة إليها، خاصة في مجال البناء والتنمية والاقتصاد.. والدليل على ذلك، الوضعية الاقتصادية المتردية، التي قادت إلى الارتفاع المتسارع في المواد المستهلكة، وعجز الدولة عن تموين السوق حتى تقضي على همجية التجار،ونهمهم، وهيمنتهم على سوق المواد الغذائية.وكذلك العجز الكبير في الرقابة والمتابعة مما جعل المجال مفتوحا للتجار لبيع المواد الفاسدة،والمنتهية الصلاحية.

هذا فضلا عن العجز الكبير الحاصل في التنمية المحلية المتمثلة في تشجيع الزراعة في الأرياف والقرى من خلال سياسة ناجعة، تعتمد على تسهيل الموارد المائية،والدعم اللوجستي والإرشاد الزراعي. وذلك من خلال تقديم قروض ميسرة للتعاونيات القروية، ونشر ثقافة الزراعة المنزلية..بالإضافة إلى تشجيع الأعمال الحرفية بين الشباب الذين تجاوزوا السن التمدرس.

خطاب الرئيس أمام الجالية في المملكة الاسبانية والأخير أمام طلبة المدرسة العليا للإدارة والصحافة والقضاء كانا مهمان وفي محلهما.. خاصة نه يأتي قبل فترة وجيزة من نهاية عمر مأمورية الرئيس محمد الشيخ الغزواني،الأمر الذي يستدعي منه الحديث عن انجازات الفترة.. والتي ما يزال غالبيتها على الورق.. بسبب ضعف الحكومة وجهاز الإدارة المشرف على التنفيذ.

فهل أصبح الرئيس محمد الشيخ الغزواني مضطر للتعامل بالقسوة مع حكومته وجهاز إدارته.. بعد أن فشل معهم في سياسة المهادنة والليونة..؟