ولد عبد العزيز .. ما هو متاح له، وما هو محال عليه

ثلاثاء, 12/13/2022 - 11:00
سيدي  ولد محمد فال

عاد الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز الى المشهد السياسي، ضمن سياسيين معارضين، ربما هو اكثرهم قدرة على الاقناع !.. والسبب هو ان شخوص المعارضة المتوفرين هناك بكل عناوينهم في الغالب ضعيفي التأثير وانتهازيين من حيث المبدأ..

ولست هنا في معرض تقييم او تتبع واقع المعارضة وشخوصها، السياسيين والدينيين والشرائحيين، بل لاكتب عن عودة الرئيس السابق، وما يحمله من أفكار وما يريده وما هو متاح له، وما هو محال عليه...

استفاد ولد عبد العزيز بشكل كبير من محنته مع "لجنة البرلمان" فظهرت الوقائع وحملات التشويه بمستوى تصفية الحسابات التي هندسها خصومه فترة حكمه، وفشلت محاولتهم اغراقه، وجلبت له تلك الوقائع، شيوعا ودعاية وتعاطفا شعبيا،

حاول أنصار ولد عبد العزيز إعلاميا، استغلال الأحداث لصالح مساره السياسي، فركز خطابه على جمع اخفاقات حكومة الرئيس الحالي محمد الشيخ الغزواني ومناصريه..

استغل ولد عبد العزيز حضور أحداث فترة حكمه في الذاكرة الشعبية، والمزايدات الكبيرة والتضخيم الممنهج الذي اعتمده خصومه السياسيين الذين ناوؤوه فترة حكمه وواجهم بقوة، وكان تناقض وتهافت بعض داعاياتهم لصالحه..

ولكن الرئيس السابق، وقع في خطأ كبير لا يمكن بعده ان يحظى بالناخبين لتحقيق أي مكسب سياسي،

ان ما يظهره الشعب اليوم له، هو فقط نتيجة استغلال بعض الشعب و تعاطف البعض معه، وليس قناعة ..

وهناك فرق بين ذلك... وبين استحقاق أصوات الشعب في الانتخابات

خطأ ولد عبد العزيز الآن، هو أن من حاربهم وهو في الحكم، وحاربوه وهو خارج الحكم،

هم من يحاول العودة للسياسة من خلالهم،

نعم، السياسة مصالح، لكن التحلي بشيء من الموضوعية مهم، لأنه يحمي من التناقض الصارخ.

لا يمكن لولد عبد العزيز أن يحول حياة البلد السياسية الهشة أصلا، إلى صراعات انتقام؛ وبأدواة الانتهازية السياسية، التي لا تحترم وحدة الدولة والشعب ومصلحة البلد وسيادته.

ذلك ما يسعى له من خلال التوجه الجديد، الذي بدأه بندوته في فرنسا، ومن حضروها ومثلوا فيها ودعموها..!

وصولا إلى اجتماع مقر حزب "تواصل" الإخواني، وما جمع هذا التوجه من تحالف المتناقضات الموجهة من الخارج.

فلا يمكن لمن يلعب على تلك الأوتار، أن يحصد أصوات الشعب بعد اليوم ..

الشعب بكل ألوانه وأطيافه الدينية والاجتماعية؛ أصبح في قمة الوعي بخطورة الانتهازيين، وبضرورة حفاظه على وحدته ودينه وأمنه واستقراره..

نعم، السياسة مصالح، وطابعها الغالب في عالم اليوم؛ هو النفعية والانتهازية،

لكن، ومع حالة التردي السياسي، ينبغي التمسك بشيء من الوجاهة والموضوعية، فالتناقض الصارخ هو سبب لفظ الشعب لمجموعات "الموتورين" ..

ولا يمكن لعزيز نفخ الروح في الموتى، ومحاولته تلك قتلت حلمه.. !

 

اما الرئيس محمد الشيخ الغزواني،

فان إصلاحا سياسيا واجتماعيا وحكوميا، واحدا يقوم به على عجل، سينهي ما يروجه المرعوبون من "شعبية عزيز وتأثيره" ويكشف حقيقة الأمور ومساراتها السليمة.

عليه فقط إشراك القوى السياسية الصادقة والواعية والوطنية، ليعطي المسؤوليات لمن هم أهلها..

وأن يبعد عنه الشياطين والدجالين، في أسرع وقت،

فقد أظهرت له الأعوام القليلة حقيقتهم، ولعبهم على الحبلين، ويستعين بالله وكفى.

بعدها سيرى كيف سيتواصل تحقيق "التعهدات" ويقف الشعب عن قناعة ملتحما حوله،

هو بلا شك الأصلح والأصدق والشعب يعرفه ويدعمه .. لكن قوى الانتهاز والتضليل، أفسدت عليه الوقت.. وخلقت جوا من عدم الثقة بين الحكومة والشعب،

وما دام شخوصها في الحكومة والقمة، وتتموقع في المحيط القريب من الرئيس، فستظل تفسد كل شيء..

حين يُصلح الرئيس غزواني الوضع السياسي والاجتماعي.. ستنطلق سفينة التعهدات والاقلاع، والأمن والاستقرار

سنكون في الاغلبية الداعمة للرئيس محمد الشيخ الغزواني؛ واثقين من الانتصار على الفساد والمفسدين وفساد المعارضة الجديدة... !

 

سيدي ولد محمد فال