غادر الرئيس الموريتاني محمد الشيخ الغزواني العاصمة نواكشوط متوجهاً إلى مدينة قازان في جمهورية تتارستان بروسيا، للمشاركة في أعمال القمة السادسة عشرة لمجموعة "بريكس" التي تعقد في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر الجاري. القمة تحمل شعار "تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين"، وهو شعار يعكس التوجه المتزايد نحو إقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب يسهم في توزيع أكثر عدالة للسلطة الاقتصادية والسياسية.
تأتي هذه القمة في ظل رئاسة روسيا للمجموعة، والتي تضم الآن 10 دول، منها ثلاث دول عربية هي مصر، الإمارات، والسعودية، بالإضافة إلى جنوب إفريقيا وإيران وإثيوبيا التي انضمت إلى المجموعة مطلع عام 2024. هذه الإضافات الجديدة توسع من نطاق المجموعة، التي بدأت في عام 2006 بعضوية أربع دول: روسيا، البرازيل، الهند، والصين. في عام 2011، انضمت جنوب إفريقيا، لتصبح خامس عضو في المجموعة حتى وقت قريب.
وتسعى مجموعة "بريكس" إلى تعزيز التعاون بين دولها في مختلف المجالات، خصوصاً الاقتصادية والسياسية. فهي تمثل قوة اقتصادية متنامية، حيث تشكل هذه الدول مجتمعة نسبة كبيرة من الاقتصاد العالمي وسوق العمل العالمي، وتملك احتياطيات هائلة من الموارد الطبيعية. وتعزز المجموعة دورها في مواجهة التحديات العالمية، مثل التغير المناخي، الأمن الغذائي، والطاقة.
إضافة إلى ذلك، تسعى "بريكس" إلى تأسيس نظام مالي عالمي بديل يقلل من الاعتماد على الدولار الأمريكي في التجارة الدولية، وهو ما تجلى في إنشاء "بنك التنمية الجديد" التابع للمجموعة، الذي يسعى إلى تمويل مشاريع البنية التحتية والتنمية المستدامة في دول المجموعة والدول النامية.
قمة قازان ستشهد مناقشات حول كيفية تعزيز هذه الرؤية، وتنسيق الجهود بين الدول الأعضاء لتحقيق تنمية اقتصادية أكثر عدالة وشمولية، بالإضافة إلى تبادل الآراء حول الأزمات العالمية الحالية، مثل النزاعات الإقليمية، التضخم العالمي، وأمن الطاقة.