الحوادث- تشهد بعض أحياء العاصمة الموريتانية نواكشوط أزمة عطش غير مسبوقة، رغم وجود توصيلات شبكة المياه في هذه المناطق. وقد أجبر السكان على شراء المياه من العربات بأسعار باهظة تصل أحياناً إلى أكثر من ألف أوقية قديمة للبرميل الواحد، خصوصاً في ظل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب على المياه.
المناطق المتضررة:
تشمل الأزمة القطاعات السكنية المحاذية لملتقى "ديم" وامتداد الشارع الرابط بين الملتقى وملتقى "عيادة الرضوان".
ورغم وجود توصيلات شبكة المياه في هذه الأحياء، إلا أن المياه منعدمة منذ فترة طويلة، ما جعل السكان يعتمدون بشكل كامل على شراء المياه من مصادر بديلة.
شكاوى السكان وإجراءات الإدارة:
السكان رفعوا شكاوى متكررة إلى فرع إدارة المياه في الحي، معبرين عن معاناتهم من انعدام المياه وتكبدهم تكاليف إضافية للحصول عليها. لكن، بدلاً من إيجاد حل، واجهت الإدارة الشكاوى بالتجاهل، بل أقدمت على فرض فواتير مرتفعة على السكان بدعوى استهلاك المياه، رغم أن المياه منقطعة عن المنطقة منذ فترة طويلة.
وأفاد بعض السكان بأن الإدارة لم تكتفِ بتجاهل الأزمة، بل عمدت إلى سحب عدادات المياه من منازلهم بدعوى عدم تسديد الفواتير، مما زاد من حدة التوتر.
تداعيات الأزمة:
أزمة المياه أثقلت كاهل الأسر التي كانت قد استثمرت مبالغ كبيرة لتركيب شبكة المياه وتوصيلها إلى منازلها. ومع استمرار الانقطاع وغياب أي استجابة من السلطات، بدأ السكان يدرسون تنظيم مظاهرات سلمية للضغط على الإدارة وإيجاد حل لهذه الأزمة المتفاقمة.
مطالب السكان:
يطالب السكان الجهات المعنية، وعلى رأسها الشركة الوطنية للماء، بالتدخل العاجل لحل مشكلة انقطاع المياه، وإلغاء الفواتير غير المنطقية المفروضة عليهم. كما يناشدون السلطات المحلية والحكومة المركزية بوضع حد لمعاناتهم، خاصة وأن الماء يُعتبر من أساسيات الحياة اليومية ولا يمكن الاستغناء عنه.
دعوات للتدخل:
ينتظر المواطنون تحركاً سريعاً من الجهات الرسمية لمعالجة الوضع، وتقديم حلول دائمة ومناسبة، بدلاً من التمادي في التجاهل والتصعيد ضد السكان. كما يدعو ناشطون المجتمع المدني ووسائل الإعلام لتسليط الضوء على هذه القضية الإنسانية التي تمس حياة الآلاف.
أزمة العطش في نواكشوط ليست جديدة، لكنها أصبحت أكثر حدة مع التوسع العمراني وزيادة الكثافة السكانية، مما يتطلب وضع خطط استراتيجية مستدامة لتلبية احتياجات السكان من المياه وتفادي تفاقم الوضع في المستقبل.