"تكنت "بين خذلان الحزب الحاكم وصراعات القوى السياسية

أحد, 11/24/2024 - 14:46

شهدت مدينة تكنت في مقاطعة المذرذرة بولاية الترارزة مشاركة واسعة للقوى السياسية في دعم حزب الإنصاف، حيث استنفرت كل طاقاتها البشرية والمادية لإنجاح خيارات الحزب خلال الانتخابات النيابية والرئاسية الأخيرة. وكانت هذه القوى في طليعة من ساهم في تثبيت الرئيس محمد ولد الغزواني في مأموريته الثانية. لكن رغم هذا الجهد الكبير، لم تجد هذه القوى السياسية في تكنت إلا خذلانًا وإقصاءً من قبل الحزب الحاكم، مما يثير تساؤلات عن مدى تقدير الحزب لقاعدته الشعبية وداعميه المخلصين.

خذلان الحزب الحاكم

رغم الدعم الكبير الذي قدمته تكنت، إلا أن حزب الإنصاف لم يُظهر أي اهتمام حقيقي بالمطالب المحلية أو تطلعات سكان المنطقة. تجاهل الحزب الوعود التي قطعها خلال الحملات الانتخابية، ولم يعمل على ترجمة الدعم الذي حظي به إلى مشاريع تنموية ملموسة.

البنية التحتية المهملة: لا تزال المنطقة تعاني من تردي الطرق وضعف الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم.

البطالة المتفاقمة: لم يحظَ شباب تكنت بفرص عمل حقيقية، رغم الأحاديث المتكررة عن مشاريع تشغيلية مفترضة.

تهميش الكوادر المحلية: غُيّبت شخصيات تكنت السياسية والاقتصادية عن المشهد الوطني، رغم جهودهم الواضحة في تعزيز موقف الحزب خلال الاستحقاقات.

صراعات القوى السياسية

من جهة أخرى، ساهمت الخلافات بين القوى السياسية المحلية في تفاقم الأزمة. فبدلًا من توحيد الجهود لدفع عجلة التنمية، انشغلت هذه القوى بصراعات جانبية على المناصب والمكاسب الشخصية. أدى ذلك إلى إضعاف موقفها التفاوضي أمام الحزب، ما جعلها مجرد أدوات لخدمة أجندته دون تحقيق مكاسب حقيقية للمنطقة.

نقد الواقع

إن النقد هنا يجب أن يُوجّه إلى طرفين:

1. حزب الإنصاف: الذي أثبت أنه يركز على تحقيق مصالحه الآنية، دون الاهتمام بالوفاء لقاعدته الشعبية.

2. القوى السياسية المحلية: التي انشغلت بالمنافسات الداخلية وأهملت الأولويات التنموية للمنطقة.

 

مطالب ملحة

الضغط على الحزب لتحقيق التنمية: يجب أن تتحول القوى السياسية في تكنت من أدوات دعم انتخابية إلى قوى ضغط قادرة على انتزاع حقوق سكانها.

توحيد الصف الداخلي: بات من الضروري أن تتكاتف القوى المحلية بعيدًا عن الصراعات الشخصية لتحقيق مكاسب جماعية للمدينة.

في الختام، لا يمكن لتكنت أن تستمر في هذا الوضع المزدوج من التهميش الداخلي والخارجي. إذا لم تستطع القوى السياسية والحزب الحاكم تصحيح المسار، فإن ثقة السكان ستبدأ بالتلاشي، مما سيُضعف موقف الجميع في المستقبل.