من المؤسف أن تشهد مناطق تعاني من الكوارث الطبيعية، مثل ولاية الترارزة وخاصة عاصمتها روصو، مشاهد البذخ والتبذير خلال زيارات المسؤولين والأنشطة الرسمية. ففي حين يعاني السكان من آثار الفيضانات التي أدت إلى تشريد عشرات الأسر وتركها دون مأوى، يتضح أن الأولويات تبدو بعيدة عن هموم المواطن البسيط الذي يفتقد الدعم الحقيقي.
المتابع لوسائل الإعلام والمنصات الاجتماعية يلاحظ بوضوح حجم الأموال الطائلة التي تُنفق على تنظيم الاجتماعات الرسمية والمآدب الفاخرة، ما يثير تساؤلات حول الهدف الحقيقي من هذه الزيارات. هل هي بالفعل للاطلاع على معاناة المتضررين ومساعدتهم؟ أم أنها مجرد مناسبات استعراضية لتعزيز صورة الحزب الحاكم على حساب المصلحة العامة؟
الواقع يفرض أن تكون زيارة الرئيس والمسؤولين فرصة للوقوف إلى جانب المتضررين، وتقديم الدعم الملموس لهم لمساعدتهم على تجاوز أزمتهم. ولكن بدلًا من ذلك، نجد أن هذه الزيارات تتحول إلى كرنفالات مكلفة، تستنزف موارد البلاد على مآدب واجتماعات تُظهر المسؤولين في مشاهد احتفالية منفصلة عن معاناة السكان.
في ظل الظروف القاسية التي يعيشها أهالي الترارزة، فإن المطلوب هو توجيه الجهود نحو توفير المأوى، والمساعدات الغذائية، وإعادة بناء ما دمرته الفيضانات. مثل هذه الكوارث تتطلب استجابات عاجلة وخططًا مدروسة، وليس استعراضًا للسلطة والنفوذ من خلال البذخ والإنفاق غير المبرر.
الواجب الوطني يفرض أن تُخصص الموارد للتخفيف من معاناة المواطنين لا للكرنفالات الرسمية. وإذا كان الهدف الحقيقي من هذه الزيارات هو الوقوف إلى جانب المتضررين، فيجب أن يظهر ذلك من خلال تقديم حلول عملية وتوفير دعم مباشر، بعيدًا عن المشاهد التي تعمق الهوة بين الشعب وقيادته.
م.احمد حبيب الله