مهرجان مدائن التراث في نسخته الثالثة عشرة: إشعاع ثقافي وبصمة تنظيمبة بامتياز

ثلاثاء, 12/17/2024 - 22:51

الحوادث- في مدينة شنقيط التاريخية، ازدهر مهرجان مدائن التراث في نسخته الثالثة عشرة، ونجح في أن يكون حدثًا استثنائيًا فاق كل التوقعات، محققًا حضورًا لافتًا ومشاركة غير مسبوقة من الزوار المحليين والدوليين القادمين من الدول العربية والأوروبية. تميز المهرجان بتنظيمه المحكم وضبطه الدقيق، ما أضفى عليه هالة من التألق والإبداع، عكست بوضوح جهود القائمين عليه بقيادة سعادة الوزير الدكتور الحسين ولد أمدو، الذي استطاع بتجربته وثقافته أن يحول الحلم إلى واقعٍ زاهٍ.

تدفق الزوار وتحطيم الأرقام القياسية

شهدت مدينة شنقيط إقبالًا غير مسبوق، حيث تحولت إلى نقطة جذب عالمية، واستقبلت أعدادًا غفيرة من الوفود التي جاءت لاستكشاف التراث الموريتاني العريق بمختلف أبعاده. هذا التدفق الكبير عكس الاهتمام العالمي بالثقافة الموريتانية، وجعل المدينة محطة بارزة ضمن الخارطة الثقافية العربية والدولية.

عروض تراثية متنوعة: ثراء الماضي وعبق الأصالة

امتزجت أجواء المهرجان بعروض رائعة تجسد مختلف جوانب التراث الموريتاني الأصيل، حيث تم تسليط الضوء على الصناعات التقليدية، والموروث الثقافي المكتوب، والمخطوطات النادرة التي تحفظ تاريخ المدينة العريق. كل ذلك أسهم في تعزيز سمعة شنقيط، وجعلها محط أنظار الباحثين عن التاريخ والهوية.

الليالي الساحرة: الشعر والإنشاد يعيدان الزمن الجميل

لم تكن ليالي المهرجان مجرد ليالٍ عابرة، بل تحولت إلى سهرات مبهجة امتزجت فيها أهازيج المدح النبوي وأصوات المنشدين بحناجر الشعراء الذين أطلقوا العنان لقرائحهم، مستلهمين من سحر المدينة وروحها التاريخية قصائد تسافر بالخيال وتلامس الوجدان.

النهار: محاضرات وندوات تغوص في أعماق التاريخ

في ساعات النهار، أقيمت سلسلة من المحاضرات والندوات الفكرية التي أعادت تسليط الضوء على تاريخ شنقيط وإشعاعها العلمي والثقافي. هذه الفعاليات كشفت عن كنوز المدينة المعرفية التي حفظت في مكتباتها العريقة، والتي شكلت على مر العصور مخزونًا ثقافيًا غاليًا يشد إليه الباحثون والدارسون من مختلف بقاع العالم.

صمود المدينة ورؤية القيادة

لقد أظهر المهرجان كيف نجح سكان المدينة في الحفاظ على هويتها وتاريخها العريق رغم التحديات، فظلوا أوفياء لتراثها، متمسكين بها كوجهة علمية وثقافية استثنائية. هذا النجاح الكبير لم يكن ليحدث لولا الجهود الجبارة التي بذلها الوزير الدكتور الحسين ولد أمدو، الذي سخّر تجربته وحنكته في التنظيم والإشراف، فاستطاع أن يخلق تميزًا ملموسًا يُحسب للمهرجان والبلد ككل.

ختام: بريق يتجدد

مهرجان مدائن التراث في نسخته الثالثة عشرة لم يكن مجرد حدث عابر، بل كان احتفالية ثقافية وفنية تعكس روح موريتانيا الغنية بتراثها وتاريخها. وما حدث في مدينة شنقيط سيكون بلا شك علامة فارقة ونموذجًا يُحتذى في الترويج للهوية الثقافية الموريتانية، ونقطة انطلاق لمزيد من النجاحات في السنوات القادمة.