منصة "عين": وسيلة للترويج أم أداة للتغيير؟

جمعة, 12/27/2024 - 14:49

مع تطور وسائل الإعلام الحديثة، أصبحت الحكومات تعتمد على المنصات الرقمية للتواصل مع المواطنين وإبراز إنجازاتها. ومع ذلك، فإن استخدام هذه المنصات قد يثير الجدل، خصوصًا عندما تتحول إلى أداة للدعاية بدلًا من أن تكون وسيلة للتغيير الحقيقي.

منصة "عين"، التي أُطلقت كأداة لتعزيز الشفافية وتقديم المعلومات للمواطنين، تبدو اليوم وكأنها أداة لإعادة صياغة الواقع وتغطية إخفاقات حكومة ولد انجاي.

فقد فشلت الحكومة في تحقيق العديد من وعودها المتعلقة بتحسين الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والبنية التحتية، ومع ذلك تستمر المنصة في إبراز إنجازات مشكوك في جديتها.

التعليم: مجرد أرقام بلا تأثير حقيقي

من بين المجالات التي تظهر فيها فشل الحكومة بوضوح هو قطاع التعليم. على الرغم من ترويج منصة "عين" لإنجازات في بناء المدارس وتدريب المعلمين، إلا أن الواقع يظهر نظامًا تعليميًا مترديًا، يفتقر إلى البنية التحتية والتخطيط السليم. فالمؤشرات الكمية التي تبرزها المنصة لا تعكس تأثيرًا ملموسًا على تحسين جودة التعليم.

الصحة: دعاية أكثر من واقع

في قطاع الصحة، تُظهر "عين" مشاريع مستشفيات ومبادرات صحية، لكنها تغض الطرف عن النقص الحاد في الأدوية والكفاءات الطبية. فبدلًا من التركيز على حل المشكلات الهيكلية، يبدو أن الحكومة تُغرق المواطنين بصور افتتاحات مراكز صحية لا تُلبّي الاحتياجات الفعلية.

استخدام المنصة للتغطية السياسية

يتضح أن هدف "عين" الأساسي ليس الشفافية أو إشراك المواطنين في عملية الإصلاح، بل محاولة لتحسين صورة الحكومة داخليًا وخارجيًا. فالمنصة تركز على إبراز مشاريع صغيرة أو جزئية وكأنها إنجازات كبرى، في حين تظل التحديات الجذرية قائمة دون حلول.

نحو منصة تخدم الشعب فعلاً

إذا كانت الحكومة جادة في استخدام منصة "عين" كأداة إصلاحية، فعليها أن تُعيد توجيهها نحو الشفافية الحقيقية، ونشر تقارير دورية عن التحديات والحلول المقترحة بدلًا من التركيز على الدعاية.

في النهاية، لا يمكن لمنصة مهما بلغت كفاءتها الإعلامية أن تُخفي فشل السياسات إذا لم تُرافقها جهود حقيقية لإحداث تغيير ملموس في حياة المواطنين.

---

خاتمة:
ينبغي علينا كأفراد ومجتمع مدني أن نضغط على الحكومة لاستخدام هذه المنصات بشكل يخدم الشفافية والمحاسبة بدلًا من تحويلها إلى أداة تضليل للرأي العام.

---

يمكنك تعديل الأفكار أو إضافة أمثلة محلية محددة لتقوية الموضوع وفقًا لاحتياجاتك.