الأحزاب الموالية للنظام.. الغول الذي يستنزف مقدرات الوطن والمواطن..

خميس, 01/16/2025 - 17:43

إن الأحزاب السياسية تلعب دورًا محوريًا في أي نظام ديمقراطي؛ فهي تشكل الحاضنة الشعبية لصنع القرارات والسياسات التي تمس حياة المواطنين. إلا أن الواقع في كثير من البلدان، بما فيها بلدنا، يكشف عن وجه آخر لبعض الأحزاب التي تبتعد عن دورها الأساسي، لتتحول إلى أدوات تخدم مصالح ضيقة على حساب الوطن والمواطن.

دور الأحزاب الموالية للنظام

تسعى بعض الأحزاب الموالية للنظام إلى تعزيز قبضته على السلطة، متخلية عن دورها كجهة رقابية ومستقلة. هذه الأحزاب غالبًا ما تشارك في استنزاف مقدرات الدولة من خلال:

التواطؤ مع السلطة:

عوضًا عن الوقوف في صف المواطن، تساهم في تبرير السياسات التي تخدم الطبقات المتنفذة، سواء عبر تمرير قوانين مشبوهة أو دعم مشاريع تخدم المصالح الخاصة.

الإثراء غير المشروع:

قيادات بعض هذه الأحزاب تستغل قربها من النظام للحصول على عقود حكومية، وإدارة مشاريع وهمية، أو حتى التربح من الموارد الوطنية بشكل مباشر.

إضعاف المعارضة:

تتخصص بعض الأحزاب في تشويه صورة المعارضة وتشتيت جهودها عبر حملات تضليلية، مما يعيق الإصلاح الحقيقي.

تأثيرها على الوطن والمواطن

هدر الموارد:

تورط هذه الأحزاب في صفقات مشبوهة يؤدي إلى استنزاف موارد الدولة التي كان يمكن أن تُخصص للتنمية وتحسين الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة.

الإضرار بالمواطن:

المواطن يتحمل العبء الأكبر لهذه السياسات، حيث يعيش في ظل بطالة متزايدة، وخدمات رديئة، وغلاء معيشة مستمر.

غياب العدالة: هذه الأحزاب تعزز ثقافة الواسطة والمحسوبية، مما يضعف العدالة الاجتماعية ويقوض ثقة المواطن في المؤسسات الوطنية.

غياب البدائل

مع تزايد أعداد هذه الأحزاب التي تعمل كأذرع للنظام، يبرز تساؤل هام: أين دور الأحزاب الحقيقية التي تعمل لصالح الشعب؟ ضعف البدائل السياسية يجعل المواطن محبطًا وغير قادر على إحداث تغيير حقيقي عبر الطرق الديمقراطية.

الخطوات المطلوبة

للتصدي لهذه الظاهرة، يجب اتخاذ الخطوات التالية:

توعية المواطن:

عبر الإعلام ومنظمات المجتمع المدني، يجب توعية المواطنين بأهمية محاسبة الأحزاب السياسية، والنظر إلى برامجها ومواقفها بجدية.

تعزيز الشفافية:

فرض رقابة صارمة على تمويل الأحزاب ومحاسبتها على أي تجاوزات مالية أو قانونية.

دعم المعارضة الحقيقية:

تشجيع الأحزاب التي تعمل لصالح الشعب عبر توفير مساحات إعلامية وتعزيز حمايتها من التضييق.

إن الأحزاب التي تخدم النظام على حساب المواطن ليست فقط عائقًا أمام التقدم، بل تشكل خطرًا مباشرًا على مستقبل الوطن. لابد من العمل الجماعي لكشف هذه الأحزاب وممارساتها، ووضع حد للتواطؤ الذي يهدر مقدراتنا الوطنية.

م.ا.حبيب الله