المخدرات خطر متزايد يهدد حياة المواطن ..

جمعة, 02/07/2025 - 10:26

شهدت البلاد في السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا للمخدرات، حيث لم يعد التعاطي مقتصرًا على فئة عمرية معينة، بل امتد ليشمل الشباب بمختلف أعمارهم، وحتى الرجال الذين تجاوزوا الأربعين. هذا الوضع المتفاقم لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة عدة عوامل، أبرزها التأثيرات الخارجية الناتجة عن تدفق الوافدين من الدول المجاورة، خاصة من مالي والسنغال، حيث تشير التقارير الأمنية إلى تورط بعض هؤلاء في تجارة المخدرات، خصوصًا الحشيش وحبوب الهلوسة.

شبكات التهريب والتوزيع: انتشار مقلق

وفقًا للمعلومات المتداولة في مراكز البحث، فإن غالبية تجار المخدرات ينتمون إلى جنسيات أجنبية، ويعتمدون على أساليب متطورة في التهريب والتوزيع، من بينها توظيف النساء في عمليات الترويج والتوصيل. وقد انتشرت هذه الأنشطة بشكل خاص في بعض أحياء العاصمة، مثل لكصر، حي "جيم"، وتفرغ زينه، حيث تُستخدم منازل فخمة وأوكار سرية كمراكز لتعاطي وبيع المخدرات.

تزايد التعاطي بين مختلف الفئات الاجتماعية

لم يعد تعاطي المخدرات محصورًا في فئة الشباب العاطلين عن العمل، بل أصبح يشمل موظفين سامين ورجال أعمال وحتى شخصيات إدارية نافذة. وقد وثّقت الأجهزة الأمنية عدة حالات تم فيها ضبط إداريين كبار ومستشارين حكوميين في حالة تعاطٍ داخل منازلهم أو برفقة شبكات ترويج المخدرات، إلا أن نفوذهم كان كفيلًا بالتغطية على أفعالهم والإفراج عنهم دون محاسبة.

المخدرات والعمال الأجانب: خطر داخل البيوت

من الظواهر اللافتة ارتباط بعض العمال الأجانب، خصوصًا في مجالات البناء والسباكة والدهان، بتجارة وتعاطي المخدرات، حيث يستغلون عملهم داخل المنازل الفاخرة لترويج الممنوعات بين السكان، بمن فيهم أبناء العائلات الثرية. وقد كشفت إحدى الحوادث الأخيرة عن تورط أبناء رجل أعمال بارز في تعاطي الحشيش داخل منزلهم، بمساعدة أحد العمال الأجانب.

"نقطة ساخنة": مركز استهلاك الحشيش

يُعدّ سوق "نقطة ساخنة" من أبرز أماكن استهلاك وتوزيع الحشيش في البلاد، حيث يجتمع فيه المتعاطون من مختلف الفئات، مما جعله نقطة جذب رئيسية لتجار المخدرات.

الحاجة إلى إجراءات صارمة

أمام هذا الواقع المقلق، بات من الضروري تكثيف الجهود الأمنية لمكافحة انتشار المخدرات، وتطبيق القوانين بحزم على جميع المتورطين، بغض النظر عن مناصبهم أو نفوذهم. كما يجب تعزيز حملات التوعية لمخاطبة مختلف الفئات، خاصة الشباب، حول مخاطر الإدمان وتداعياته الكارثية على الصحة والمجتمع.

إن استمرار انتشار المخدرات بهذا الشكل دون مواجهة جادة، ينذر بعواقب وخيمة قد تهدد النسيج الاجتماعي والأمني للبلاد، مما يستدعي تحركًا عاجلًا على كافة المستويات.

م.ا.حبيب الله