..تتواصلت لليوم الثاني على التوالي، فعاليات ليالي المديح النبوي التي تُنظمها بلدية توجنين، وسط أجواء روحانية زاخرة، حيث أضفت الفرق المديحية المشاركة طابعًا مميزًا على الأمسية، ملهبة حماس الحضور الذين توافدوا بأعداد كبيرة للاستمتاع بهذا الحدث البارز.
تميزت فعاليات الليلة الثانية بمشاركة نخبة من الفرق المديحية، التي تناوبت على منصة السهرة، مقدمةً باقات من الأناشيد والمدائح التي تغنت بمآثر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. وقد تفاعلت الجماهير مع الأداء الإبداعي، مرددةً الأبيات ومُصفقةً بحرارة مع إيقاعات الطبول والصوت العذب للمدّاحين.
لم تقتصر هذه الأمسية على الجانب الفني والروحاني فقط، بل شهدت كذلك حضور عدد من الأطر الفاعلين سياسيًا في المقاطعة، إلى جانب وجهاء وشخصيات اجتماعية بارزة. ويعكس هذا الحضور البارز الأهمية المتزايدة التي يكتسبها هذا النوع من الفعاليات، التي باتت تلعب دورًا محوريًا في تعزيز التلاحم الاجتماعي وترسيخ القيم الدينية والثقافية في المنطقة.
كان الإقبال الجماهيري لافتًا، حيث امتلأت ساحة الفعالية بالحضور من مختلف الفئات العمرية، رجالًا ونساءً، في مشهد يعكس مدى تعلّق سكان بلدية توجنين بالمديح النبوي كجزء أصيل من هويتهم الثقافية والدينية. ولم يقتصر تفاعل الجمهور على الاستماع فقط، بل كان للمداخلات العفوية والمشاركات الإنشادية للحاضرين دور في إضفاء مزيد من الحماسة على الأجواء.
تحمل مثل هذه الفعاليات رسائل متعددة، فمن جهة تسهم في تعزيز القيم الدينية والروحية، ومن جهة أخرى تبرز أهمية المديح النبوي كجزء من التراث الثقافي للمنطقة. كما توفر هذه السهرات فرصة لتلاقح الأجيال، حيث يتعلم الشباب من المدّاحين الكبار فنون الأداء وأسرار هذا التراث المتجذر في الهوية الوطنية.
من المتوقع أن تستمر فعاليات ليالي المديح في الأيام المقبلة، وسط تطلعات جماهيرية لمزيد من العروض الروحانية التي تجمع بين الأصالة والتجديد. وتبقى هذه الفعاليات منارةً مضيئةً تعكس عمق التراث الثقافي والديني في موريتانيا، وتسهم في تعزيز الارتباط بالقيم النبيلة التي يحملها فن المديح النبوي.
يمكن القول إن ليالي المديح في بلدية توجنين ليست مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل هي احتفاء حقيقي بالإرث الديني والثقافي للمنطقة، حيث يلتقي الفن بالإيمان، ويجتمع الناس على حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، في أجواء تعكس صفاء الروح وسمو القيم.
متابعة /يعقوب المختار صمب