
بعد أكثر من عام على بدء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، تتواصل المأساة الإنسانية وسط تدمير شبه كامل للبنية التحتية الصحية والخدمية، وانتشار واسع للأمراض والأوبئة، مع نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود، في ظل حصار شامل بري وبحري وجوي، وعزلة دولية خانقة.
ورغم الوضع الكارثي، تظل غزة صامدة، تقاوم القصف والاجتياح بكرامة وصوت لا ينكسر، موجهة رسالة تحدٍ وصبر للعالم الذي اختار أن يكون شاهد زور، كما وصفه مراقبون.
وانتقد متابعون ما وصفوه بـ"دبلوماسية بلا ضمير"، مؤكدين أن تخاذل الأنظمة العربية، والدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل، وصمت المجتمع الدولي، كشف عن انهيار فاضح للمنظومة الأخلاقية والسياسية العالمية، وتحول المؤسسات الدولية إلى أدوات عاجزة عن وقف الإبادة أو حماية المدنيين.
ودعا محللون إلى إعادة التفكير في الفلسفة الأخلاقية للسياسة الدولية، والتوجه نحو إعلان عالمي يدين جرائم الاحتلال، ويدعو إلى مقاطعة شاملة للكيان الإسرائيلي، خارج الأطر التقليدية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن، مؤكدين أن ما يحدث في غزة يشكّل وصمة عار في جبين الإنسانية، وانعكاساته ستمتد لأجيال قادمة.
وفي ظل تحركات دولية خجولة بدأت تظهر من بعض الدول الإفريقية والآسيوية والأوروبية، تظل غزة اليوم مقياسًا حقيقيًا للمبادئ في العالم، وجراحها المفتوحة دعوة لإعادة تعريف الكرامة والعدالة على المستوى الدولي.