كان النهار يتحرك ببطء على المواطنين الذين شكلوا جماعات أمام بناية المقاطعة في توجونين بولاية انواكشوط الشمالية ،والوقت يقترب من منتصف النهار يوم الاثنين 24/12/2018.
بناية المقاطعة...
بناية المقاطعة مكونة من طابق أرضي وأخرعلوي، تجلس في ركن من ساحة يحيط بها فناء كبير، بجانب الباب الكبير المطل على شارع الأمل في المنتصف بين حي بوحديدة شرق سوق الحسن، وبداية الحي الإداري من توجونين،غرفة لفرقة الحرس القائمة على العمل في المقاطعة، وفي الجانب المحاذي لبناية سكن الحاكم، مواقف سيارآت المقاطعة،و الإداريين فيها.
أرضية الساحة المحيطة بالبناية ا التي تم تدشين بنائها حديثا مبلطة بالقرميد،كما تتخللها ممرات صغيرة زرعت ببعض النباتات ماتت بسبب الإهمال وعدم متابعة سقدها.
وعلى باب مدخل بناية المقاطعة وقف حرسي لينفذ تعليمات صارمة بمنع دخول المواطنين الذين يتدافعون للدخول إلى دخول البناية، يطلبون لقاء الحاكم الذي خرج في شأن يتعلق بالتنفيذ في مداخلة حول الأرض.
الكتابة والغياب الدائم....
يقع مكتب رئيس المقاطعة (الحاكم ) في الطابق العلوي وإلى مقربة منه مكتب الأمين العام.. بينما يقع مكتب رئيس الحرس، ومكتب الكتابة الخاصة بالحاكم في الطابق الأرضي الذي يغص هوالآخر بالمواطنين، بعضهم تجمهر على باب الكتابة الذي يعمل فيه ثلاثة موظفات، واحدة منهن مبعوثة من وزارة الداخلية رسميا كاتبة خاصة، والأخريتين مساعدتين لها.. ورغم ما يتحدث به الجمهور من طيبتهن،وحسن خلقهن، وجدهن في العمل، فإنهن كثيرات التغيب لأسباب لديهن مبرراتهن لها.
واحدة من الكتابات كانت في المداومة حتى حين خروج الحاكم، خرجت على أنها لن تعود، والثانية خرجت في مهمة خاصة لم تعد منها.. وكان قدر الجمع المتجهر على باب المكتب الانتظار ..
الحاكم.. قبل أن يغادر مكتبه..
على مكتب الحاكم يقف حرسي، وأمام المكتب جمهور كبير من المنتظرين، بينهم نسوة ورجال، قدموا من أحياء بعيدة في قرن الصباح، يطلبون لقاء الحاكم في قضايا بعضها نزاع على قطع أرضية، فجل مشاكل الذين ينتظرون حول النزاع والمداخلات، وقضايا حول الأرض.. خلال الوقت القصير الذي قضاه الحاكم في مكتبه قبل مغادرته، دخل عليه أشخاص كلهم جاء مسرعا وفتح الحارس الباب ودخل من غير انتظار، فحسب ما يبدو من هيئة بعضهم انهم من الأثرياء، والبعض منهم مبعوثين من قبل شخصيأت نافذة في قمة الهرم.
بينما لم يجد الذين وفدوا مبكرين فرصة لقاء الحاكم، بعض من الذين دخلوا عبر وسطاء نافذين او من التجار خرجوا وبصحبتهم أفراد من الحرس لتسهيل مطالبهم،وبعضهم خرج برفقد الحاكم.
مع خروج الحاكم اعترضت طريقه نسوة عرضن عليه شكاياتهن، وتعلق بعض الشيوخ بأطراف بذلته وهو ينزل من السلم يطلبون أن يستمع إليهم. .كان بعضهم يسرد قصته في عجل.. و البعض يتوسل أن يهتم بموضوعه الذي يتردد منذ شهور عليه للفصل فيه..وعلى الباب تدخل الحرس لفتح الطريق للحاكم الذي ركب سيارته وذهب ، تاركاب وراءه جمهورا من المواطنين معلقين بقضايا مرتبطة بتنفيذه، وأخرى بالتحقيق من طرفه، وآخرين ينتظرون توقيعه.
الأمين العام.. القلب الحنون
مكتب الأمين العام بجوار مكتب الحاكم في الطابق العلوي، وبما أنه الوحيد المداوم فقد لجأ إليها بعض الجمهور من الذين لديهم أوراقا للتوقيع وأخرى للتسجيل، وحتى الذين لديهم قضايا عالقة في الأرض لجأوا إليه. . ومع ذلك حاولالأمين العام الذي يستقبل المواطنين بابتسامة وقلب مفتوح أن يساعد بما يعطيه القلنون، وهو يبرر ذهاب الحاكم بأنه لضرورة العمل، يطمئن الجميع بأن الحاكم سيعمل في حل جميع قضاياهم، ويخفف من وطأة الانتظار الذي يعيشه الجميع.. ويضطر الأمين العام إلى النزول والقيام ببعض أعمال الكتابة ليخفف من وطأة التجمهر في الطابق الأرضي.
في أروقة البناية أحداث أخرى تعجز الصورة عن فك رموزها... أبطالها الحرس و العاملين في (لادي ) والضحية فيها المواطن..