لم تعرف موريتانيا خلال الفترات التي عقمت انقلاب 1978 فترة مثل التي شهدتها مع نظام محمد ولد عبد العزيز ، فقد حاول بجهود جبارة أن يخرج المواطن من حالة البؤس والحرمان الذي تسببت فيها الأنظمة التي سبقته، والتي تركت البلاد في حالة يرثى لها من الانهيار الافتصادي، الأمر الذي جعل الشركات التي عليها الاعتماد في الدخل الوطني مرهونة بالديون للمستثمرين في الخارج والبنوك الدولية.
في الوقت الذي يعيش المواطن في حالة يرثى لها، يتنقل بين أحياء من الصفيح العشوائي، يشرب من ماء ملوث لايخضع لمعيار الصحة،تنتشر بينه البطالة في ظل وضعية منهارة من جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والصحية والأمنية.
ومع نظام عزيز شهد المواطن تحسنا كبيرا في وضعته السكنية، بحيث تغير من سكن أحياء عشوائية، إلى السكن في أحياء مخططة تخطيطا عمرانيابة، ومزودة بالكهرباء والماء الذين كان الواطن لايحصل عليهما إلا نادرا وبطرق عشوائية.. وليست أحياء الترحيل في الرياض وتوجونين ودار النعبم وتيارات التي تنعم اليوم بكل وسائل الحياة إلا صورة حية من فترة حافلة بالحيوية والنشاط من أجل تحقيق المكاسب التي يحتاجها المواطن في ترتيب حياته.
كما يعد في مجال الصحة وجود مرافق هي اليوم معالم تشهد على نفسها،إلا دليل على حسن نية عزيز في الإصلاح والتغيير،مثل مستشفى الأمومن والطفولة في لكصر، ومستشفى الصداقة في عرفات، ومستشفى أمراض القلب في تفرغ ين، هذا فضلا عن مستشفيات عالية الجدة تم تشييدها في الداخل لتسهيل العلاج والاستشفاء للسكان ،قائمة على المعايير الصحية المتعارف عليها عالميا،ويقوم على الاستشفاء فيها مهارات عالية في الطب، من خيرة أبناء الوطن.
وفي مجال التعليم لايمكن أن نتجاهل الدور الكبير الذي بذله في هذا الإطار حيث كثف جهوده في بناء صرح جامعي كبير يدرس جميع الاختصاصات الإنسانية منها والعلمية، الأمر الذي جعلنا نستغني عن بعث أبناءنا إلى الخارج للدراسة،ورافق هذا الصرح ببناء معاهد علمية وفنية لتوسيع مجالات الاختصاص، وكذلك استحداث ثانو يأت عسكرية، ومدارس للمتميزين، لتشجيع العلم والتعلم بين التلاميذ.
وفي مجال العلوم الشرعية،ضاعف الجهود لتشجيع طلبة المحاظر من خلال جامعة من أكبر الجامعات الاسلامية،إضافة إلى المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية الذي حينه.
لم تكن وضعية البلد قبل وصول لد عبد العزيز للحكم بمنأى عن الإرهاب وتخريب المهربين، فقد كانت العاصمة مركزا من المراكز الذي عشش فيها الإرهاب من خلال عصابات تم زرعها، وباضت وفرخت حتى أنبت جيلا يؤمن بالفكر المتطرف،ويتبع في نظامه وحركاته للقاعدة في المغرب العربي..وقد شكل قلقا وخوفا وذعرا،داخل العاصمة وخارجها بين المواطنين،كما أسس لزعزعة أمن البلد،ولاشك ان الأحداث التي كانت في حي" سانتر امتير"والتي مات فيها مفتش شرطة وجرح آخرين، وتفجير شاب نفسه بجوار السفارة الفرنسية، دليلا على ما كان للإرهاب من خطر عميق يهدد الوطن والمواطن.
ومع استلام ولد عبد العزيز السلطة شن حربا عشوائية حتى طهر العاصمة من الخلايا التي كانت نائمة وأفسد البيض الذي كان من إنتاج تلك الخلايا، بل نظم حملة واسعة داخل البلد لمطاردة الإرهاب وهدم الجحور التي كان الإرهابيون يتخذون منها قلاعا لعملياتهم الآرهابية على ثغور البلاد، وسيطر بفضل قوة عسكرية شجاعة متماسكة على مخارج البلاد لتأمينها من أي خطر وافد.
كما شن حملات أخرى في الداخل على الفساد الذي كان الدودة التي تنخر اقتصاد الدولة، فقام على إنشاء هيأت للتفتيش، كانت وراء استرداد الكثير من الأموال التي نهبت إلى خزينة الدولة،وقد ساعدت أعمال التفتيش في اختفإذ الكثير من شبكات الفساد والتي كانت تستحوذ على المال العام بطرق ملتوية.
هذا فضلا عن الحملة التي شنها على المنافقين، حيث رفض المهرجانات الكرنفالية التي كان الوزراء والمتنفذين في الدولة، والولاة، ينفقون فيها أموالا طائلة على حساب الخزينة،كما قضى على المخصصات التي كانت توجه للحزب الحاكم والأحزاب الموالية والعشائر من الخزينة للحملات الانتخابية.
وحتى يثبت ولد عبد العزيز أمانته وإخلاصه للوطن والمواطن،وصدقه واحترامه لعهد قطعه على نفسه، يقرر تخليه عن السلطة،ضاربا بالأصوات المتسبثة به والمنادية بترشحه لمأمورية ثالثة عرض الحائط،ليؤكد بذلك مرة أخرى أنه الرئيس الوطني.