الحوادث- نظم عزيز بعد كثير من الانتظار في قصره المنيف المشيد من عرق الفقراء، وثروات البلد،المؤتمر الصحفي الذي أصر على تنظيمه، والذي لم يحضره غير بيجل ولد هميد الذي رقص على نقرات الطبل وهو يستقبل موكب ولد ا لغزواني على مدخل انجاكو أيام كان نائبا لرئيس الجمعية الوطنية،ويحلم برئاستها،وسيدنا عالى ولد محمد خونه الذي شدى وغنى في المحافل بأن الرئيس ولد الغزواني ليس كمثله سيد...وغصت جنبات القصر بالصحافة والأدعياء والمدونين والأدعياء والمتزلفين.. بينما دوت الحناجر المكلومة من الحنق على عزيز من ضحايا الشيخ الرضا الذين طوقوا القصرمن كل المناكب.
كان الجميع مشدودا إلى الجديد الذي سيفرج عنه عزيز في المؤتمر، وتفسيره لسبب العودة والتدخل الغير مبرر في شؤون حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ومارافق ذاك من أحداث داخل المنظمة العسكرية والتي كان حسب المصادر يقف وراءها والتي تسببت في إقالة قادة من الأمن الرئاسي،ورفضه لحضور فعاليات الاستقلال.
لم يكن المواطن مهتما بالقدر الذي يعتقد ولد عبد العزيز بالمؤتمر،بدرجة ان غالبية المواطنين اختار النوم في وقت مبكر من المساء،بينما لم يبدأ المؤتمر إلا في وقت متأخر من فجر الجمعة .
كما لم تكن العوائق الفنية مساعدة في نجاح المؤتمر،وهي بطبيعة الحال تعود إلى المنظمين والجهة المعنية بالبث قناة الساحل المملوكة من طرف أسرة من أبناء عمومته.
لم يجد عزيز ما يعلق عليه فشل مؤتمره غير رفض الفنادق احتضأنه والتي بررت رفضها بعدم الترخيص..إضافة إلى المشاكل الفنية ومارا في ذلك من مشاكل تنظيمية خلقت تشويشا ازدرده عزيز عن مضض حنى لا يظهر توتره الذي اخفاه وراء الكلمات المقتضبة التي كان يرد بها على الأسئلة المحرجة حول علافته بالرئيس ولد الغزواتي،والثراء الفاحش الذي حصل عليه في وهلة قصيرة،من الصفقات المشبوهة التي كانت وراء ذلك.
رغم ان ولد عبد العزيز أعلن أن المؤتمر مفتوح للأسئلة عن كل الإشكالات، ووعد بأنه سيجيب من غير تحفظ ولا مدالسة.. لكنه مع ذلك كان غامضا، وتلاعب بالكلمات والنكت ليغطي على التهرب من الجواب على الأسئلة التي كانت تصب حول القضايا التي تركها عالقة بدون حل مثل مشاكل ديون الشيخ الرضا.
لم يخرج ولد عبد العزيز من دائرة الحزب ومحاولة تسويغ الغرض لديه من التدخل والمحافظة على الديمقراطية ،وتحدث بكثير من الفخر عن العنف الذي كان يمارسه للسيطرة على الدولة وإبعاده للمعارضة عن قصد وحسن نية، ولم يخفي الشعور بالبغض لها،وقطعه الطريق أمام كل ما من شأنه أن بقربها من النظام مبرزا بوضوح العداء الذي يمكنه لها بدرجة أنه قال في جواب لسؤال ضمن تقرب الرئيس الحالي للمعارضة :"لوكنت مكانه ماعينته...".
يبدو ان ولد عبد العزيز حسب ما هو واضح من المؤتمر كانت لديه نية مبينة في أن يحتفظ بالحزب حتى يظل جزء من النظام القائم،ويظل على مستوى يمكنه من الاطلاع على كل الأمور التي تجرى على المستوى التنفيذي والسياسي،واستخدم لذلك العضوين الذبن حصرا معه المؤتمر.
وفشله في ماكان ينوي فعله دفعه إلى أن يثير هذه البلبلة التي لم يحصل منها إلا على أنه صغر في عين المواطن الذي يعتقد ولد عبد العزيز أن لديه قيمة لديه. اما نهاية المؤتمر فكانت مثل البداية يطبعها الفوضى وعدم الالتزام بضوابط المؤتمر،الذي أعلن عن نهايته من غير تمهيد.