المطلوب باختصار ثورة ضد التعليم المختلط/ الشيخ محمد الأمين مزيد

جمعة, 01/24/2020 - 12:39

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين ورضي الله عن الصحابة

والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين

وبعد

فمن المحرمات التي لا يجوز إقرارها ولا السكوت عنها اختلاط البنين والبنات في المدارس بلا وازع ولا رادع ،كما يختلطون في باريس ولندن وموسكو ، وقد كانت فكرة (ثانوية البنات) عند المؤسسين القدامى تنم عن (بقية أخلاق وشيء من التقوى ) ولكن يبدو أن أنصار التغريب حاصروها ، فبقيت شبه يتيمة وكان المفروض أن تعمَّم التجربة في كل أرجاء الوطن . فالواجب شرعا بدء التحرك في هذا المجال ، وإيجاد تعليم ينفصل فيه البنون عن البنات ، وسنجد عند التطبيق أن العقباتِ التي يزعمها التغريبيون(عدم توفر الموارد المالية والبشرية اللازمة لإقامة مدارس خاصة بكل جنس على حدة ) عقباتٌ وهمية ، ويمكن الاستفادة من تجربة الدول التي طبقت هذا النظام بنجاح .

وقد شرع الله الفصل بين الرجال والنساء في العبادة في الصلوات في المساجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء ءاخرها وشرها أولها . ” رواه مسلم فمن باب أولى غير المساجد من المؤسسات العمومية وقد شرع الله عز وجل ضوابط للعلاقات بين الجنسين تتناقض تناقضا تاما مع هذا التعليم المختلط

ففي النظام الإسلامي مجموعة من الضوابط للعلاقات بين الجنسين

من هذه الضوابط غض البصر بالنسبة للرجال والنساء قال الله عز وجل ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ) وقال الله عز وجل (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن )

ومنها عدم التبرج النساء قال الله عز وجل ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) والتبرج إظهار المرأة زينتها للرجال الأجانب .

ومنها اللباس الساتر الذي لا يصف ولا يشِفُّ ،والذي يستر جميع البدين ما عدا الوجه والكفين وتجنب لباس الكاسيات العاريات قال الله عز وجل (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن )

ومنها عدم التعطر عند الخروج ففي الحديث الذي رواه النسائي وصححه ابن حبان ” أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهى زانية . “

ومنها ابتعاد النساء عن كل أمر من شأنه لفت نظر الرجال (ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن )

ومن هذه الضوابط أن لا يخلو رجل بامرأة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم . ” رواه البخاري قال ميمون بن مهران أوصاني عمر بن عبد العزيز فقال : ” ياميمونُ لا تخلُ بامرأة لا تحل لك وإن أقرأتها القرآن . “

ومن هذه الضوابط التزام الرجال والنساء في المحادثة المعاني التي دل عليها قول الله عز وجل (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا) فتكون نبرة الحديث عادية وموضوع الحديث معروفا لا منكرا ومن النماذج الرفيعة تلك الفتاة الكريمة التي نوه القرآن بها قال الله عز وجل (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) لقد أبلغت الرسالة في حياء وإيجاز .

ومن هذه الضوابط أن لا تسافر المرأة بدون محرم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم . ” رواه البخاري . 
فهذه الضوابط تتناقض تناقضا تاما مع هذا التعليم المختلط الذي صدره الكفار إلينا مع ما صدروه من سيئات

وقد نتجت عن هذا التعليم المختلط سلبيات كثيرة منها :

منها مخالفةُ نصوص الشريعة الإسلامية ومقاصدِها وتيسيرُ الحرام الذي نهى الله عن الاقتراب منه ( ولا تقرَبُــــــــــوا الزنى إنه كان فاحشةً وساءَ سبيلا )

ومنها تدنــــــي المستويات بسبب الانشغال عن العلم والدراسة والتفوق والإبداع بأمور أخرى .

ومنها استرجال النساء الذي يعني تخلقهن بأخلاق الرجال وذبول الحياء الأنثوي الذي نوه الله عز وجل به في قوله ( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء )

ومنها الاهتمام بالمظاهر وتضييع الوقت في ذلك بدل صرفه في الدرس والمذاكرة .
وقد شعر كثير من الغربيين بخطر الاختلاط فاتخذوا إجراءات يرون أنها تخفف من شر الاختلاط اقرأ هذا الكلام الذي كتب منذ حوالي عشر سنوات

” تبنَّى البنتاغون سياسة الفصل بين الجنسين حلاً لكثير من المشكلات التي تواجه المجندين والمجندات، وخاصة في ما يتعلق بالاغتصاب والتحرش الجنسي. وقد كُشِف اللثام عن المرحلة الأولى من خطة شاملة للحفاظ على مستوى معقول من الفصل بين المجندين والمجندات. وقد أكدت الخطة على أهمية تشييد عوازل ثابتة لفصل سكن المجندين الذكور عن الإناث في المباني الحالية المختلطة، وهذا يعتبر إجراء مرحليًا حتى يتم تشييد مبانٍ جديدة منفصلة. كما أن البحرية الأمريكية قد أصدرت عددًا من التعاليم المشددة التي تمنع وجود الضباط الذكور مع الإناث خلف أبواب مغلقة (منع الخلوة)، وقد فرضت هذه التعاليم على جميع المجندين والمجندات، خاصة على متن السفن الحربية. … هذا بالإضافة لإجراءات أخرى توجب غلق الأبواب بإحكام خلال فترات النوم، ولبس ملابس ساترة، كما منعت التعليمات مشاهدة الأفلام الإباحية في حضرة إناث المجندات، كما حوت تلك التعاليم تفاصيل حول طبيعة الملابس التي يجب على المجندين والمجندات الالتزام بها .” !!

وأخيرا فانسجاما مع نصوص الشريعة ومقاصدها ومخالفة للكفار ومقاصدهم ، ودفعا للمفاسد المترتبة على الاختلاط في التعليم فإن الدعاة يجب أن يدعو بقوة إلى الفصل بين الجنسين في جميع المؤسسات التعليمية .

المطلوب باختصار ثورة ضد التعليم المختلط