
الحوادث-شهدت مقاطعة اركيز بولاية الترارزه يوم أمس احتجاجات وصفت بالعنيفة، امتعاضا من خدمات شركتي الماء والكهرباء، حسب ما هو معلن من مطالب المحتجين..
الحادثة ليست الأولى، فقد شهدت مقاطعة كوبني قبل فترة أحداثا مماثلة، كما شهدتها نواذيبو، وبعض المناطق الأخرى..
من المعلوم، أن المواطن يعاني فعلا من تدني خدمات شركتي الماء والكهرباء حتى في ارقى احياء العاصمة نواكشوط، كثيرا ما تكون مناسبة للاحتجاج والتذمر من المواطنين وزبناء الشركتين، انهم يطالبون بحقهم في توفير الخدمة المعوضة، والتي يتسبب انقطاعها المتكرر والعشوائي في الضرر الكبير وتلف الممتلكات ..
احتجاجات اركيز، ليست إلا وقفة مثل سباقاتها؛ تعطي درسا للحكومة عن واقع الحال، وما يكابده المواطنين من تدني الخدمات العمومية، ولان كانت لغة العصا هي الأقرب الى تفكير السلطة، فان عليها أن تجرب معالجة مطالب الشعب بالاصغاء وتوفير الخدمات، فالمطالب لا يمكن أن تحل دائما بالقمع والتنكيل وحبك الخيال الأمني لنظرية المؤامرات..
ليس القمع هو الحل، الدرس يجب أن يفهم بمنتهى الحكمة، فواقع الحال يبعث برسائل كثيرة، فماذا لو تفجرت البطون الممرلة في عجاء أحكمت وطأتها بالغلاء وارتفاع الأسعار !
لو كان الواقع عاديا ووطأة المعاناة على المواطنين ليست قاسية في شتى ميادين الحياة، لكان المواطنون مشغولون في ذاتهم وعملهم وهمومهم عن الانصياع لدعوات الاحتجاج غير المبررة حسب الجانب الرسمي، ولما كان هناك استعداد لدى المواطن لتمزيق هيبة الدولة في مرافقها العمومية
الدولة، هي المسؤولة والحاضنة للجميع، على الدولة أن لا تتصامم دوما عن صيحات المعاناة، عليها أن تفهم الدروس بحكمة بعمق ومستوى المسؤولية المطلوبة..
عندما يكون الاحتجاج بسبب بسيط ، ويطال أعمال تخريبية ومرافق عمومية، الأمر ليس عائدا إلى اندساس مخربين دائما، رغم أن ذوو النوايا السيئة والمخربين موجودين وأكثرهم العاطلين والمنحرفين وإهمالهم ويأسهم زاد في حدة الإفساد لديهم،
لكن هناك عامل أهم، وهو وقع المعاناة على المواطنين، وهي تفقدهم كثيرا الثقة في الإدارة، وتزرع فيهم فورانا وسخطا يجب أن يفهم من الدروس، وينبغي علاجه بالحكمة والمسؤولية وتلبية المطالب، وتحسين الخدمات الضرورية والدفع بعجلة التنمية نحو سد الحاجة اقتصاديا فالغلاء فاحش والواقع صعب