
الحوادث- أسئلة تتردد على السنة الكثير من المتابعين للشأن السياسي..من ضمن هذه الأسئلة سؤال في الجواب عليه رد على جميع التسؤلات الأخرى..هل فعلا احتوى نظام ولد الغزواني المعارضة التفليدية،والموضوع منها بالمتطرف..؟.
وإذا كان الجواب بنعم ..نتحول إلى الشق الثاني من السؤال ..كيف ذلك..؟
ظهرت المعارضة كقوة لها تأثير على الشارع بشعبية كبيرة مع الانفتاح على الديمقراطية في تسعينيات القرن المنصرم،حيث ظهر شخصيات قادت تيارات معار ضة لنظام ولد الطائع.وهددت هذه التيارات المعارضة كرسي ولد الطائع في حجم من المنافسات الانتخابية على الرئاسة،الأمر شكل خطرا أنتبه إليه نظام ولد الطائع فبادر على الفور بتكوين ترسانة قوية من العشائر تقودها المشايخ التقليدية،امن بها وجودا قويا استعصى على التيارات في المعارضة اختراقه.
التيارت المعارضة ظلت تزداد قوة فترة ولد الطائع، وكان كل ما تتعرض له من طرف البوليس السياسي يزيد من قوتها وتشبثها بموقعها النضالي الهادف إلى التغيير الذي جاء مع انقلاب المجلس العسكري الذي قاده العقيد اعل ولد محمدفال التي كانت مرحلة احتسبها البعض من المعارضة -خاصة الذين كان لهم ضلع في التخطيط للانقلاب - تمهيد للتغيير نحو دولة مدنية وهو التوجه الذي طبع مرحلة اعل الذي انفتح على التيارات السياسية من زعامات القوة المعارضة،الأمر الذي قاد في النهاية إلى انتخاب شخصية مدنية على رأس الدولة تمثل في سيدي ولد الشيخ عبد الله،رغم أن جناحا يمثل الغالبية العسكرية الشاب بقيام ولد عبد العزيز لم يكن موافقا على ذلك..بل كانت لديه أغراض أخرى لم تظهر إلا بعد استلام سيدي ولد الشيخ عبدالله للحكم..وكان هذا الجناح وراء الانقلاب على سبدي،وإعادة الدولة إلى مربع الحكم العسكري بقيادة ولد عبد العزيز .
وقد شهدت الساحة الوطنية الكثير من التجاذبات بين المعارضة التي شكلت قوة موحدة لعودة الرئيس المنتخب سيدي ولد الشيخ عبد الله إلى الحكم..وآل الأمر في النهاية إلى الموافقة بين الحكم العسكري الذي يقوده ولد عبد العزيز وقوة المعارضة إلى انتخابات كانت الغلبة فيها لولد عبد العزيز.
وظلت المعارضة قائمة في الأحزاب المعروفة (التكتل،وتواصل،وقوى التفدم،والتحالف الشعبي..وما على شاكلتهم من الأحزاب التي تتخذ من التحالف مع هذه الأحزاب قوة..)..إضافة ال بعض الأصوات التي تنادي من الخارج بالتغيير والموصوفة بفكرها وطرحها الأيديولوجي المتطرف مثل افلام التي يقودها صمب تام .
رفض ولد عبد العزيز أي مشاركة مع المعارصة، وأغلق الباب بينه معها، وترك لها المجال لتمرح في انتفادها،وهيئ لها كل الظروف التي تخولها كامل الحرية في التعبير ..بل ظل يعمل على اختراق جسمها وتفكيك العلاقة التي تربط بينها،وقد نجح في المشروع باستغلال آلية الترغيب والترهيب حتى شتت القوة التي كانت تعتمد عليها المعارضة في الميدان.
ومع قدوم الرئيس الحالي محمد الشيخ الغزواني وجدت الزعامات التقليدية في المعارضة صدرا رحبا احتضنها وهيألها المتكأ المريح من العناء وتعب الميدان،وسمعا يهتفون فيه بما يؤرقهم ويثقل كاهلهم من هموم الحياة..فيما عانق بحرارة المتطرفين واجلسهم على الكرسي الوثير في القصر..الأمر الذي لم يعرفوه من قبل وهيألهم ما يمكن من الترف والعيش الرغيد،...